قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن يونس بن عبيد ، قال : إنك تكاد أن تعرف ورع الرجل في كلامه إذا تكلم .
قال : حدثني رجل من قريش ، عن يونس بن عبيد ، قال : سأل ابن زياد رجلا من أبناء الدهاقين : ما المروءة فيكم ؟ قال : أربع خصال ، أن يعتزل الريبة فلا يكون في شيء منها ، فإذا كان مريبا كان ذليلا .
وأن يصلح ماله ، فلا يفسده ، فإنه من أفسد ماله لم يكن له مروءة وأن يقوم لأهله بما يحتاجون إليه حتى يستغنوا به عن غيره ، فإن من احتاج أهله إلى الناس لم تكن له مروءة .
وأن ينظر ما يوافقه من الطعام والشراب ، فيلزمه فإن ذلك من المروءة .
وأن لا يخلط على نفسه في مطعمه ومشربه .
قال حدثنا خويل بن واقد الصفار قال : سمعت رجلا يسأل يونس بن عبيد فقال : جار لي معتزلي مرض ، أعوده ؟ فقال : أما الحسبة فلا ، قال : مات أصلي على جنازته ؟ قال : أما الحسبة فلا .
قال حدثنا بشر بن المفضل ومعاذ عن مسلم بن أبي مضر قال : كانت ليونس معنا بضاعة ، فجلسنا يوما ننظر في حسابنا ، ويونس جالس ، فلما فرغنا من حسابنا قال : يونس كلمة تكلم بها فلان داخلة في حسابنا ، قال : قلنا : نعم ، قال : لا حاجة لي في الربح ردوا عليَّ رأس مالي ، فأخذ راس ماله وترك ربحه أربعة آلاف .
قال : سمعت زهيرا يقول
: كان يونس بن عبيد خزازا ، فجاء رجل يطلب ثوبا ، فقال لغلامه : انشر الرزمة ، فنشر الغلام الرزمة وضرب بيده على الرزمة