النحو كتابي : الإكمال والجامع . وكان صاحب افتخار بنفسه ، قال مرة لأبي عمرو : أنا أفصح من معد بن عدنان . قال يحيى بن معين : هو بصري ثقة . أرخ القِفْطي وابن خَلِّكان موته في سنة تسع وأربعين ومئة ، وأراه وهما ، فإن سيبويه جالسه ، وأخذ عنه ، ولعله بقي إلى بعد الستين ومئة .
البداية والنهاية ١٠ : ١٠٢ ـ ١٠٣ : عيسى بن عمرو أبو عمرو الثقفي البصري النحوي شيخ سيبويه . يقال : إنه من موالي خالد بن الوليد ، وإنما نزل في ثقيف فنسب إليهم . كان إماما كبيرا جليلا في اللغة والنحو والقراءات أخذ ذلك عن عبيد الله بن كثير وابن المحيص وعبد الله بن أبي إسحاق ، وسمع الحسن البصري وغيرهم . وعنه الخليل بن أحمد والأصمعي وسيبويه . ولزمه وعرف به وانتفع به ، وأخذ كتابه الذي سماه بالجامع فزاد عليه وبسطه ، فهو كتاب سيبويه اليوم ، وإنما هو كتاب شيخه ، وكان سيبويه يسأل شيخه الخليل ابن أحمد عما أشكل عليه فيه ، فسأله الخليل أيضا عما صنف عيسى بن عمر فقال : جمع بضعا وسبعين كتابا ذهبت كلها إلا كتاب الإكمال ، وهو بأرض فارس . وهو الذي اشتغل فيه وأسألك عن غوامضه ، فأطرق الخليل ساعة ثم أنشد :
ذهب النحو جميعا كله |
|
غير ما أحدث عيسى بن عمر |
ذاك إكمال وهذا جامع |
|
وهما للناس شمس وقمر |
وقد كان عيسى يغرب ويتقعر في عبارته جدا .
وقد حكى الجوهري عنه
في الصحاح : إنه سقط يوماً عن حماره فاجتمع عليه الناس فقال : ما لكم تكأكأتم عليّ تكأكؤكم على ذي مرة ؟ افرنقعوا