ثم أنشد :
وَلا يَرْهَبُ ابنُ العَمِّ ما عشت صَوْلَتي |
|
وَلا أخْتتي مِنْ صَولَةِ المُتَهَدِّدِ |
وَإنّي وَإنْ أوعَدْتُهُ ووعدته |
|
لَمخْلِفُ إيعادي وَمُنْجِزُ مَوْعِدي |
فقال عمرو بن عبيد : صدقت إن العرب تتمدح بالوفاء بالوعد والوعيد ، وقد يمتدح بهما المرء ، تسمع إلى قولهم :
لا يُخلِفُ الوَعْدُ والوَعِيدَ وَلا |
|
يَبيتُ مِنْ ثَأْرِهِ عَلى فَوْتِ |
فقد وافق هذا قوله تعالى : ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ ) (الأعراف : ٤٤)
قال أبو عمرو : قد وافق الأول أخبار رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، والحديث يفسر القرآن .
وعن الطيب بن إسماعيل قال : شهدت ابن أبي العتاهية وقد كتب عن اليزيدي قريبا من ألف جلد عن أبي عمرو بن العلاء خاصة ، قال : ويكون ذلك عشرة آلاف ورقة .
قال الأصمعي : كنت إذا سمعت أبا عمرو بن العلاء يتكلم ، ظننته لا يعرف شيئا ، كان يتكلم كلاما سهلا .
قال اليزيدي : سمعت أبا عمرو يقول : سمع سعيد بن جبير قراءتي فقال : الزم قراءتك هذه .
معجم الأدباء ١١ : ١٥٦
ت ٤٣ : الإمام أبو عمرو بن العلاء التميمي المازني البصري أحد القرّاء السبعة . وروى عن الحروف سيبويه ، وكان أعلم