الخط الكوفي .
قال في ٣ : ٦٠ ـ ٦١ : وأما الخط النسخي أو النبطي فقد كان شائعا بين الناس لغير المخطوطات الرسميّة ، حتى نبغ ابن مقلة المتوفی سنة ٣٢٨ هـ أدخل في الخط المذكور تحسينا جعله على ما هو عليه الآن وأدخله في كتابة الدواوين .
والمشهور عند المؤرخين أن ابن مقلة نقل الخط من صورة القلم الكوفي إلى صورة القلم النسخي ، والغالب في اعتقادنا أن الخطين كانا شائعين معا من أول الإسلام : الكوفي للمصاحف ونحوها ، والنسخي أو النبطي للرسائل ونحوها كما تقدم ، وأن ابن مقلة إنما جعل الخط النسخي على قاعدة جميلة حتى يصلح لكتابة المصاحف .
ثم دعم المؤلف استدلاله بدليل حسي فقال : (وقد شاهدنا في معرض الخطوط العربية القديمة في دار الكتب الخديوية ـ دار الكتب المصرية الآن ـ عقد نكاح مكتوباً في أواسط القرن الثالث للهجرة سنة ٢٦٤ هـ على رق مستطيل في أعلاه صورة العقد بالقلم الكوفي المنتظم ، وتحتها خطوط الشهود بالقلم النسخي بغاية الاختلال ـ فابن مقلة حسن هذا الخط تحسينا وأدخله في كتابة المصاحف) .
أقول : وعلى أي حال
فابن مقلة إنما فعل ذلك التحسين لأجل المصحف الشريف ليكتب بصورة أنظم ولا شبهة في حروفه بعد جعل الأحرف على ميزانها لا تزيد ولا تنقص طولا أو عرضا ، ولا أقل أن الخطوط الأخرى غير خط النسخ لا تشكّل بالحركات على أحرفها ، فما فعله ابن مقلة خدمة جليلة