بالصفات والأسماء الواردة في الآيات والروايات المعتبرة فقط. (وسيأتي شرح هذا الكلام في قسم التوضيحات إن شاء الله تعالى).
* * *
أمّا الآية الثانية فقد نفت ولاية وربوبية وألوهية من سواه ، وأكدّت خالقيته للسموات والأرض.
قال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ).
ونظراً لكون كاف التشبيه في كلمة «كمثله» هي بذاتها تعني المثل فإنّها جاءت مع «مثله» للتأكيد (وقد عبّر عنها البعض بالحرف الزائد وهو يستعمل للتأكيد أيضاً).
على هذا يكون معنى الآية هو : ليس كمثله شيء وما نعرفه وما لا نعرفه ، فهو تعالى ليس له نظير من أي جهة ، وذلك لأنّه وجود مستقل بذاته ولا نهاية له وغير محدودٍ من جميع الجهات ، لا في علمه ، ولا في قدرته ، ولا في حياته ، ولا في إرادته و.....
وأمّا ما سواه من الموجودات فهي تابعة ومحدودة ومتناهية وناقصة. لذا لايوجد وجه شبه بين وجوده الذي يمثّل الكمال المطلق وبين النقصان المطلق (أي الموجودات الإمكانيّة) ، فهو الغني المطلق ، ومن سواه فقير ومحتاج في كلّ شيء.
وما نقله بعض المفسّرين من أنّ نفي التشبيه الوارد في الآية أعلاه يختص بنفي التشبيه في الذات ، أي ليس كذاته المقدّسة شيء ، ولا يشمل الصفات ، من حيث وجود بعض صفاته كالعلم والقدرة و... في الإنسان أيضاً فهو خطأ كبير ، فإنّه سيأتي في بحث العلم والقدرة وغيرهما بأنّ مثل هذه الصفات ليس بينها وبين علمنا وقدرتنا أي لونٍ من الشبه ، فإنّ الله تعالى موجود ، ونحن موجودون أيضاً ، لكن الفرق شاسعٌ جدّاً بين الوجودين!؟ وهكذا صفاته وصفات مخلوقاته.
وعلى أيّة حال فهذا أصلٌ أساسيُّ في بحث معرفة الله ومعرفة صفاته ، وهو أن ننزّهه تعالى عن المثيل والشبيه ونُعِدّه أكبر من القياس والظن والوهم ، وأن نلتفت إلى أنّ الأوصاف