المحتويات والمعارف الإلهيّة العظيمة مصبوبة في قالب ألفاظٍ مركّبة من هذه الحروف الأبجدّية البسيطة!
ومن مطالعة مجموع هذه المسائل ، نتوصل إلى أن مُبدي عالم الوجود ذو قدرة لامحدودة ، ولا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض.
٢ ـ برهان الوجوب والامكان (برهان فلسفي) : عرفنا في بحث إثبات وجود الله أنّ الوجود لا يتعدى إحدى حالتَين : إما مستقلّ بالذات ويُدعى (واجب الوجود) ، أو محتاج إلى غيره ويدعى (ممكن الوجود).
وكذلك ثبت في بحث التوحيد ووحدة الذات الإلهيّة المقدّسة بأنّ (واجب الوجود) في هذا العالم واحد لا أكثر ، وكل ما سواه (ممكن الوجود) ، وجميع الممكنات محتاجة إليه تعالى لا في بداية إيجادها فحسب ، بل في بقائها واستمرارها. وهذا بحد ذاته مظهر وبرهان على قدرة الله على كل شيء (فتأمل جيداً).
٣ ـ برهان سعة الوجود (برهان فلسفي) : من المؤكد أنّ سبب عجزنا عن إنجاز عملٍ معين هو نقصنا ، فمثلا لو عجزنا عن زراعة أرض معينة فالسبب في ذلك إمّا لكون مساحة الأرض أكبر من قدرتنا وطاقاتنا ، أو لعدم امتلاكنا الوسائل اللازمة لزراعتها ، أو لأنّ الأرض سبخة وليس بمقدورنا تحويلها إلى أرض زراعيّة.
لذا فلو كانت قدرتنا على الزراعة مطلقة ، وكانت الأرض بالنسبة لنا صالحة للزراعة مهما كانت مساحتها ، وكنّا في غنىً عن الوسائل الزراعية لاستطعنا زراعة أي أرضٍ وبدون استثناء.
لذا فأي مشكلة تحدث في طريقنا هي في الواقع تنبع من محدودية وجودنا.
اذن ، كيف يُمكن أن يعجز الوجود المطلق من كل ناحية عن شيء معيّن!؟ وبتعبيرٍ آ خر إنّ الله سبحانه حاضر في كل مكان وبيده مقدّرات جميع الأمور ، لذا فهو قادر على ازالة كافّة الموانع ، وهذا دليل قدرته على كل شيء.
٤ ـ الله قادر مختار : كما أشرنا سابقاً إلى أنّ المقصود بالقدرة الإلهيّة هي القدرة المقرونة مع الاختيار.