باب «النهي عن الصفة بغير ماوصف به نفسه تعالى» يُسْتَنْتَجُ منها بأنّ أسماء الله توقيفيّة.
من جملتها ماورد عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام قال : «إنَّ اللهَ أعلى وَأجَلُّ وَأعظَمُ مِنْ أن يُبلَغَ كُنهُ صِفَتِهِ ، فصِفُوهُ بِما وَصفَ بِهِ نَفسهُ وَكُفُّوا عمّا سِوى ذلكَ» (١).
وورد في حديث آخر عن الإمام أبي الحسن عليهالسلام في جوابه للمفضل عندما سأله عن بعض صفات الله قال عليهالسلام : «لا تجاوز ما في القرآن» (٢).
وكذلك في الحديث الذي كتبه الإمام الصادق عليهالسلام لبعض اصحابه فاعلم رحمك الله ـ أنّ المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عزوجل فانفِ عن الله تعالى البطلان والتشبيه ، فلا نفي ولا تشبيه ، هو الله الثابت الموجود تعالى الله عمّا يصفه الواصفون ولا تعدوا القرآن فتضلوا بعد البيان (٣).
يُستنتج من هذه الروايات وأمثالها بأنّ تسمية الله بغير ماورد في الكتاب والسُنّة فيه اشكال ، واستعمال أصل البراءة لإثبات جواز تسمية الله بأسماء اخرى لا يخلو من الإشكال أيضاً ، فالأحوط عدم استعمال أوصاف وأسماء اخرى غير الأوصاف والأسماء الثابتة في الشريعة المقدّسة.
ويُستدل أحياناً ببعض الآيات القرآنية أيضاً وثبات كون أسماء الله توقيفيّة ، كما ورد في قصّة نوح عليهالسلام عندما خاطب سبحانه وتعالى المشركين حيث قال : (أَتُجَادِلُونَنِى فِى أَسماءٍ سَمَّيتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَّا نَزَّلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلطانٍ). (الأعراف / ٧١)
وكذلك قال في سورة يوسف في قصّة نوح عليهالسلام : (مَا تَعبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسمَاءً سَمَّيتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ). (يوسف / ٤٠)
ولكن دلالة هذه الآيات على المقصود لا تخلو من ضعف ، لأنّ المراد منها نفي الشرك وعبادة الأصنام وتسمية الأصنام بالآلهة ، فهي لا تدلّ على أنّ أسماء الله توقيفية ولا يجوز
__________________
(١) اصول الكافي ، ج ١ ، ص ١٢ ، ح ٦.
(٢) المصدر السابق ، ح ٧.
(٣) المصدر السابق ، ص ٣٥٠ ، ح ٦.