وذكر اللهَ سبحانه وتعالى باسم (محيي الموتى).
مع أنّ كلمة (محيي) لم ترد في القرآن سوى مرّتيْن : (إِنَّ ذَلِكَ لُمحْىِ المَوتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ). (١) (الروم / ٥٠)
وهي كما تُلاحظون تتحدّث عن إحياء الموتى ، لكن مشتقاتها وردت تكراراً في آيات عديدة من القرآن حول حياة وموت النباتات ، الحيوانات ، البشر ، وتعتبر من أهم صفات الفعل الإلهي.
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
إنَّ كلمة (محيي) مشتقة من مادّة (حياة) التي لها معنيان ـ كما ذُكر ذلك في مقاييس اللغة :
الأوّل : بمعنى الحياة أي ضد الموت ، والثاني : بمعنى الحياء أي ضد الوقاحة والتهور.
ولكن بعض المحققين أرجعوا المعنى الثاني إلى المعنى الأوّل وقالوا : الحياء أو الخجل بمعنى انقباض النفس إزاء الرذائل من آثار الكائن الحي ، أو بتعبيرٍ آخر الحياء هو حفظ النفس من الضعف والنقصان والعيب والسوء.
والجدير بالذكر هو أنّ (حي) أحد أسماء المطر ، لأنّه مادّة حياة الأرض ، ويطلق أيضاً على القبيلة اسم (حي) لأنّها تحتوي على حياة اجتماعية ، ويُطلق على الأفعى الكبيرة (حيّة) أيضاً لأنّها تتمتع بكامل صور الحياة ولها قابليّة كبيرة على الانتقال والتحرّك(٢).
وقد ذكر الراغب في مفرداته ستّة مصاديق للحياة هي :
١ ـ الحياة النباتية ، ٢ ـ الحياة الحيوانية ، ٣ ـ الحياة العقلية للإنسان ، ٤ ـ الحياة العاطفية (زوال الهم وحصول النشاط واللّذة) ، ٥ ـ الحياة الأخرويّة الخالدة ، ٦ ـ الحياة التي هي إحدى صفات الله (وتعتبر أكمل وأتم أنواع الحياة أي كمال العلم والقدرة).
__________________
(١) (الموضع الثاني) سورة فصلت الآية ٣٩ : «إِنَّ الَّذِى أَحيَاهَا لَمُحْىِ المَوتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ».
(٢) مقاييس اللغة ؛ المفردات ؛ لسان العرب ؛ نهاية ابن الأثير ؛ والتحقيق في كلمات القرآن الكريم.