وأما الرومانيون فإنّ أقدم تقويم عندهم كان تقويما قمريا ، ولهم في ذلك بعض المراسيم التي كانت تحت سلطنة الكهنة.
وأما العبريون فهم يتبعون التقويم القمري حتى عصرنا الحاضر ، وإنّ أحد المهام الملقاة على عاتق الكهنة هو تعيين غرة الهلال ، ووضع الأسماء للشهور.
ومن هذه النبذة التاريخية يعلم بأنّ التقويم القمري هو الأصل في جميع الأدوار التاريخية التي مرت بها التقاويم الموضوعة لمعرفة قياس الزمن.
ولكن التقويم القمري مع ما فيه من المحاسن لا يخلو من مشاكل ومتاعب ، ولذلك عدل بعض الأقوام إلى تعيين السنة الشمسية وهذا التقويم الشمسي مر بأدوار مختلفة ولم يصل إلى ما وصل إليه الآن إلا بفضل جهود ومتاعب ، فقد كانت مشكلات التقويم في البلاد القديمة كثيرة خصوصا إذا أريد التوفيق بين تواريخ الأمم المختلفة فكان زمن التحويل من نظام إلى نظام آخر أمرا عسيرا.
فقد أخذ بعض الأقوام التقويم المختلط من التقويم القمري والتقويم الشمسي ثم عدلوا عن ذلك واثروا استخدام التقويم الشمسي ، وبقي هذا التقويم مع ما عليه من الاختلاط بين الأمم معمولا به إلى أن اقتضت الضرورة إلى إصلاح التقاويم ووضع التقويم اليوليوسي بأمر من يوليوس قيصر وتحت إشرافه في أول مارس ، ثم عدل إلى أول يناير عام ١٥٣ قبل الميلاد ، وابتدأ العمل به عام ٤٥ ، وسمي هذا التقويم باسم التقويم الميلادي وأصبحت السنة ٣٦٥ وربع يوما تكبس كل أربع سنوات بيوم واحد بعد ٢٣ شباط [فبراير] ووضع أسماء خاصة لشهور هذه السنة وطرحت بقية التقاويم.
إلا أنّ هذا التقويم قد بان فيه الاختلاف فجرى إصلاحه على يد البابا جريجوري الثالث عشر في ٤ أكتوبر عام ١٥٨٢ وهو المعمول به في أغلب البلدان ، ويسمى بالتقويم الجريجوري.
وأما عند المسلمين فهم يتبعون التقويم القمري المتكوّن من اثني عشر