(فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) بالإفراد لبيان أنّ لكلّ يوم إطعاما واحدا.
ثم إنه قد ذكر الخليل وتبعه الأدباء أنّ لفظ «على» يأتي بمعنى الاستعلاء إما حقيقة أو اعتبارا ، ولكن يستعمل في عدة معان أخر :
منها : الحال أو الحالة ، نحو قوله تعالى : (عَلى سَفَرٍ) في جملة من الآيات الشريفة.
ومنها : المصاحبة ، كقوله تعالى : (وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ) [البقرة ـ ٣٧]. أي مع حبه ، وقوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) [الرعد ـ ٦]. أي مع ظلمهم.
ومنها : معنى الباء ، كقوله تعالى : (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) [الأعراف ـ ١٠٥] إلى غير ذلك مما فصلوه وظاهرهم جعل الكلمة من متعدد المعنى ، ولها نظائر كثيرة في كلماتهم.
ولكنه ممنوع لأنّ هذه المعاني إنّما تستفاد من (على) بالقرائن الداخلية أو الخارجية ، وإلا فهو مستعمل في جميع ذلك في ذات الاستعلاء ولو اعتبارا وما ذكروه من المعاني يستفاد من جهات أخرى فيكون من باب تعدد الدال والمدلول لا من تعدد ذات المعنى.