بعد أن ذكر سبحانه أنّ الأهلة هي لمعرفة الأوقات والحج فكان ذلك تمهيدا لما يأتي من أحكام الحج فذكر هنا بعضا منها فبيّن أولا وجوب إتمام الحج والعمرة لله ، ثم ذكر أحكام المحصور وعدم جواز الحلق حتى يبلغ الهدي محلّه إلا من كان معذورا في ذلك يفدي فيحلق وإذا أمن الحاج وزال الخوف ، فإنّه يجب على المتمتع بالعمرة إلى الحج أن يذبح ما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام عشرة أيام ثلاثة في الحج وسبعة عند الرجوع إلى الأهل.
ثم بيّن أنّ زمان الحج هو أشهر خاصة ، فمن أوجب على نفسه الحج فيها يجب عليه ترك الرّفث والفسوق والجدال.
وقد ذكر أنّ خير الزاد الذي يتزود ليوم المعاد هو التقوى وأنّ الإنسان لا بد أن يتوخاها بما أوجبه الله تعالى عليه.
وبيّن أنّه يجب على الحجيج أن يفيضوا من عرفات إلى المشعر الحرام ويذكروا الله فيه كما هداهم وأمرهم بعد ذلك أن يفيضوا منه كما يفيض الناس.
كما أمرهم بملازمة ذكره تعالى في جميع حالاتهم وأنّ الأولى لهم أن يطلبوا من الله تعالى ما يرجع إليهم نفعه في الدنيا والآخرة.
وقد أمرهم بالبقاء في منى في أيام معدودات ، وأشار سبحانه وتعالى إلى أنّ جميع أعمال الحج إنّما هي صورة مصغّرة من الحشر إليه تعالى.
وهذه الآيات نزلت في حجة الوداع آخر حجة حجها رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ، وفيها تشريع حج التمتع.