والعمرة عبادة معروفة أيضا ، وهي على قسمين :
عمرة مفردة.
وعمرة التمتع.
وواجباتها : هي الإحرام ، والطواف وصلاته ، والسعي بين الصفا والمروة.
ولكلّ واحد منهما أجزاء وشروط وآداب وردت في السنة الشريفة ، وقد شرح أبو عبد الله جعفر الصادق (عليهالسلام) خصوصيات هذين العملين بما لا مزيد عليه حتى نسب إلى أبي حنيفة أنّه قال : «لو لا جعفر بن محمد ما عرف الناس مناسك حجهم». وتضمنتها كتب الأحاديث والفقه ، وفي الحج والعمرة اجتمعت أنحاء العبادات الروحية والبدنية والمالية ، الفردية والاجتماعية.
والمراد بإتمام الحج والعمرة : إتيانهما تامّين بأجزائهما وشرائطهما بحسب ما شرعه الله عزوجل ، وشرحته السنة الشريفة.
ويستفاد من قوله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) أنّهما عبادتان يعتبر فيهما قصد التقرب لله تعالى ، فلا يتمّان إلا لوجه الله عزوجل.
وذكر بعض المفسرين أنّ المراد من قوله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) أي ائتوا بهما تامّين فيكون محض أمر بالإتمام بعد الشروع فيهما ، ثم ذكر أنّ العمرة غير واجبة فيكون الأمر بالإتمام للوجوب والندب ، كما تقول : صم رمضان وستة من شوال.
ويرد عليه أولا : أنّ العمرة واجبة بمقتضى الآية والروايات ، وسيأتي في البحث الروائي ما يدل عليه.
وثانيا : أنّ حمل الأمر على الوجوب والندب باطل إلا بالعناية ، وقد نبّه عليه هو في تفسير آية الوضوء أيضا ، فقال بأنّ تناول الكلمة لمعنيين مختلفين من باب الألغاز والتعمية.
قوله تعالى : (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ).