معنويّا كآل موسى وهارون. أم هما معا كآل محمد (صلىاللهعليهوآله).
وحاضري من الحضر ـ بفتحتين ـ والحضور خلاف البعد ، والغيبة ، والبدو. والمراد به : المقيم عند المسجد الحرام ، وليس المراد منه مقابل السفر.
والمستفاد من الآية : أنّ المدار صدق الحضور عليه مقابل النائي فيدخل فيه من كان مقيما في الحرم ، وقد حدّدته السنة الشريفة بما إذا كان بينه وبين المسجد الحرام بما يعادل أقل من ثمانية وثمانين كيلو مترا والنائي من يكون أكثر من ذلك.
وحج التمتع وظيفة الآفاقي الذي يأتي من آفاق الأرض ، ولم يكن أهله حاضري المسجد الحرام فقد أمر بالإهلال من المسجد الحرام أو غيره بعد الإحلال من إحرام العمرة وجواز التمتع بما كان محرما عليه بسبب الإحرام ، ذلك تخفيف من ربّه عليه لتحمّله مشقة السفر ومقاساته لعنائه ، وفي العبارة من اللطف والعناية ما لا يخفى.
قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ).
أي : اتقوا الله بطاعته وامتثال أوامره والانتهاء عن نواهيه ، ويستفاد منه أنّ الحكمة في جعل الأحكام الإلهيّة إنّما هي التقوى ، كما في قوله تعالى : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) [الحج ـ ٣٧].
كما يستفاد من الأمر بالتقوى في المقام أنّ هناك مخالفة تصدر وعصيان على هذا الحكم ، فأمرهم بملازمة التقوى ، وإتيان الأحكام الشرعية على وجهها المطلوب من دون تعيير وتبديل.
قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ).
حذرهم من المخالفة وهتك الحرمات ، وأوعد عليها لما يعلمه تعالى من عبث الأهواء في هذا الأمر ، فإنّ الحج من الأمور التي كانت سائدة عند العرب من عصر إبراهيم (عليهالسلام) وقد دخلته عادات وتقاليد لم يمضها الإسلام ، فلم يكن التغيير أمرا سهلا على نفوس اعتادت بعض الأمور ، ولذا