في تفسير العياشي عن أبي الحسن الرضا (عليهالسلام) في قوله تعالى : (وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) قال (عليهالسلام) : «النسل هم الذرية والحرث الزرع». وروي أنّ الحرث الذرية.
وفي المجمع عن الصادق (عليهالسلام) : «المراد من الحرث في هذا الموضع الدّين ، والنّسل الناس (الإنسان)».
أقول : يصح إطلاق الحرث على الدّين أيضا لأنّه بمنزلة البذر الذي يبذر في الأرض ليستفاد منه ، ولكنّه يبذر في القلوب.
في تفسير العياشي عن جابر عن الباقر (عليهالسلام) في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) قال : «إنّها نزلت في عليّ (عليهالسلام) حين بات على فراش رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لما أرادت قريش قتله (صلىاللهعليهوآله)».
أقول : تواترت الروايات أنّها نزلت في عليّ (عليهالسلام) ليلة المبيت في فراش النبي (صلىاللهعليهوآله). فقد روى الشيخ في أماليه بأسانيده عن رجال أهل السنة وغيرهم عن زين العابدين وابن عباس وأنس وأبي عمرو بن العلا ، وعن عمّار عن رسول الله (صلىاللهعليهوآله). وروى في تفسير البرهان بخمسة طرق ، وعن الثعلبي عن ابن عباس ، وعن جابر عن الباقر (عليهالسلام).
ورواه جمع غفير من العامة ، فقد روى الحافظ أبو نعيم عن ابن عباس ، وأبو السعادات في فضائل العشر بأسانيده عن أبي اليقظان عمار. ورواه الحاكم في المستدرك ، والذهبي في تلخيص المستدرك وأخطب خوارزم في المناقب ، والجويني في فضائل الصحابة وفرائده بأسانيدهم عن زين العابدين. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده. ومسلم عن أبي داوود الطيالسي وغيره. والنسائي في خصائصه صحيحا ورواه الغزالي في كتاب الإحياء باب الإيثار ، ورواه القرطبي في تفسيره وغيرهم من علماء العامة ورواتهم.
وفي الدر المنثور أنّها نزلت في صهيب : «أنّه أقبل مهاجرا إلى رسول الله