الله عليه وآله) فأخبره خبرها فقال له النبي (صلىاللهعليهوآله) : ما هي يا عبد الله؟ فقال : يا رسول الله هي تصوم وتصلّي ، وتحسن الوضوء ، وتشهد أن لا إله إلا الله وأنّك رسوله فقال (صلىاللهعليهوآله) : يا عبد الله هذه مؤمنة. فقال عبد الله : فو الذي بعثك بالحق (نبيا) لأعتقها ولأتزوجها ، ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين فقالوا : نكح أمة وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم ، فأنزل الله تعالى فيهم : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) ـ الآية ـ.
وفي المجمع إنّ الآية نزلت في مرثد بن أبي مرثد الغنوي بعثه رسول الله إلى مكة ، ليخرج منها ناسا من المسلمين ، وكان قويا شجاعا فدعته امرأة يقال لها : عناق إلى نفسها فأبى وكانت بينهما خلة في الجاهلية ، فقالت : هل لك أن تتزوج بي؟ فقال : حتّى أستأذن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فلما رجع استأذن في التزويج بها».
أقول : روى قريبا منه الواحدي في أسباب النزول والسيوطي في الدر المنثور عن ابن عباس. ويمكن أن يكون سبب النزول متعدّدا فلا تنافي بين الروايات.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ) أنّه منسوخ بقوله : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) وقوله تعالى : (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا) على حاله لم ينسخ.
أقول : ذكرنا أنّ المراد من النسخ هو التخصيص ، ويأتي الكلام في سورة المائدة إن شاء الله تعالى.