الإسلام فيهنّ ، فهي تدل على أنّ دم الحيض أمر طبيعيّ للنساء أذى لهنّ ينبغي مراعاتهنّ في هذه الحالة ، وليس هو نقص لهنّ يحط من منزلتهن ثم أعطت المنزلة السامية لهنّ عند ما اعتبرهنّ بمنزلة الحرث للرجال ، وبذلك تتحمل مسئولية الحمل والرضاع ونشأة الأولاد وقد أعدها الله تعالى لهذه المسؤولية إعدادا حسنا ، فخلقها صابرة تتحمل الصعاب في هذا السبيل ، عطوفة حساسة للأمور التي تحيط بها ، شغوفة في حبّ الأولاد وتربيتهم وغير ذلك مما تتطلبه هذه المسؤولية.
وقد حذر سبحانه وتعالى الرّجل من استغلال هذه الصفات فيهنّ بالاستخفاف بهنّ أو استحقارهنّ في قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
وأما الرجل الذي هو الجزء الآخر من المجتمع الإنساني وعلى جانب من المسؤولية الاجتماعية وقد خلقه الله تعالى وحمّله مسئولية تربية الأولاد ومعيشتهم فقد جعل عزوجل المادة الأساسية في الرجل ، وجعل محل انعقادها رحم المرأة التي هي كالوعاء لنشوء الجنين وحفظه ، وقد أعد الله سبحانه الرجل إعدادا جميلا يتحمل هذه المسؤولية فخلقه قويا يتحمل المكاره ، مكافحا في سبيل عيشه وعيش أولاده ، صعبا لا يخرج عن إرادته بسهولة. وغير ذلك مما لا بد منه في هذه المسؤولية وبمقتضى تغاير المسؤوليتين امتاز كلّ واحد منهما بصفات وأخلاق ، ولكن ذلك لا يوجب الفرق بينهما بحسب النوع بحيث يعد أحدهما من أفراد الحيوان ، بل هما متماثلان في الذات والشعور والحقوق ... أو من قبيل الإنسان القليل الاستعداد والكثير.
وقد أيدت ذلك التجارب العلمية الصحيحة ، والفت كتب خاصة فيما يمتاز به الرجل عن المرأة تكوينا.
ويدل على ذلك : أنّ الأحكام الشرعية الإلهية التي نزلت لتكميل الإنسان تعم الرجل والمرأة على حدّ سواء ، وقد أسس الفقهاء «قاعدة الاشتراك» والمراد منها اشتراك النساء مع الرجال في جميع الأحكام الوضعية