فالحق ان يقال : إنّ للقرآن اعتبارات فإذا لوحظ من حيث إنّه علم الله عزوجل فهو قديم واجب بالذات ، لما ثبت بالأدلة العقلية والنقلية من أنّ علمه جلّت عظمته عين ذاته. وإذا لوحظ من حيث معارفه الحقيقية الواقعية ، فهو الذي لا يزول ويبقى ويدوم وإن مرت الأمم والعوالم وتغايرت النشآت والمعالم ، وبناء على ذلك فهو أزلي أبدي من حيث أنّ مبدأه من الله تعالى ومنتهاه إليه عزوجل.
وإذا لوحظ من حيث إنّه فعل من أفعاله فهو حادث.
ويمكن الجمع بين من يقول بأنّه قديم ومن يقول بأنّه حادث ورفع النزاع بينهم وإن كان هذا الجمع خلاف ظاهر الكلمات.