تربيته لأولاده :
كان الشهيد المترجم له رحمهالله حريصا أشدّ الحرص على تربية أولاده تربية دينية حوزوية ، وكان يعمل كل ما في وسعه لانخراطهم في نهج الحوزة العلمية الدينية ، حيث كان يؤكد على أن هذا الطريق فيه خير الدنيا وخير الآخرة ، فيحفظ الانسان دينه ودين غيره بالارشاد والتوعية ، وفيه رضا الله تعالى ، وهذه كلها أمور تنفع الانسان في آخرته ، أما سعادته في دنياه : فهي عبارة عن ثقة الناس به واحترامهم له باعتباره ملتزما بما التزمه على نفسه من العلم والتقوى في سلوكه.
وكان رحمهالله يعدّ العدّة لهذا الأمر ، فكان يصحب أولاده في مقتبل عمرهم معه إلى مدرسة الخليلي الدينية ، وإلى الصحن الحيدري الشريف ، وإلى درس السيّد الخوئي ، وإلى مجالس التعزية والمناسبات الدينية بغية تمهيدهم للأمر الذي يريده منهم.
وعند ما لم تكن ظروف الانخراط في نهج الحوزة ـ في ذلك الجوّ البعيد عن العلم والتقوى ـ مواتية ، وكانت ظروف طالب العلم تعيسة بالنسبة للموظف عند الحكومة ، آثر الأخ الأكبر الأستاذ محمد أمين ـ حفظه الله ـ الدخول في جامعة بغداد ونهج منهج الموظفين بعد ذلك ، وحينئذ ما كان من الشيخ الشهيد رحمهالله إلّا أن يسلك معه سلوكا آخر للحفاظ على دين هذا الولد الذي سيغادر مجتمع النجف ويندمج في مجتمع بغداد الذي هو يختلف عن المحيط الديني العلمي النجفي ، فكان قد أوصاه بهاتين الوصيتين :
١ ـ قراءة صفحة من القرآن الكريم بعد صلاة الصبح.
٢ ـ صلاة الوتيرة بعد صلاة العشاء.
ثمّ قدّم له خاتمه العقيق.
وكانت هاتان الوصيتان بمثابة الالتزام بالمستحبات فضلا عن الواجبات. ثمّ حرص الشيخ الشهيد على دخول ولديه (الشيخ حسن والشيخ علي) كلّية الفقه