بعد إنهاء مرحلة الإعدادية رغم حضورهم الدروس الدينية في مساجد النجف الأشرف وحضور مجالس الوعظ والإرشاد في الصحن الحيدري الشريف لتوسعة معارفهم الدينية التقليدية ، وهكذا كان ، فتمكن أن يغرس في نفسيهما محبة مواصلة الدروس العلمية الدينية وحضور المناسبات الاسلامية.
وبعد الانتهاء من كلية الفقه ، حصلت لنا فرصة لمقايسة الدراسات العالية في النجف الأشرف المتمثلة بدروس السيّد الخوئي قدسسره ودروس الشهيد الوالد رحمهالله ودروس الشهيد الصدر قدسسره ، والدراسات المتمثلة في دراسة الماجستير حيث اطلعنا على تفاهة دراسة الماجستير حيث كانت لا تتجاوز نقل الأقوال والاطلاع على التراث الفقهي والأصولي ليس إلّا ، فآثرنا الدراسة العالية في النجف الأشرف على دراسة الماجستير في علوم الشريعة في بغداد ، فحصلت الرغبة الاكيدة للالتحاق بالحوزة العلمية ، وقد قوبلت هذه الرغبة بمباركة السيّد الحكيم قدسسره والسيّد الخوئي قدسسره وكبار شخصيات الأسرة الكريمة ، وحصل الأمر الذي كان يعدّ له الشيخ الشهيد رحمهالله ولكن برغبة منّا.
وكان رحمهالله مما سلكه لمراقبة أولاده لعدم الانضمام إلى الأحزاب المنحرفة ، أن وظّف أحد الأفراد لمراقبة أولاده يوميّا في ذلك الجوّ البعيد نوعا ما عن خطّ الالتزام الديني ، وكان يحاسب أولاده عند ما يخبر عن سلوك مشبوه قد سلكه بعضهم ، فيحاول أن يردّه إلى الطريق الصحيح ، فيتابع الأمر بنفسه أو بمساعدة آخرين لا يعرفهم الأولاد حتى يطمئن إلى نبذ ذلك الطريق نبذا تامّا.
الاعتماد على النفس والاقتصاد في المعيشة :
كان رحمهالله يقتصد في المعيشة فيحاول جهد إمكانه أن يصرف ما يصل إليه من شهرية العلماء ويقسّمها على الشهر بحيث لا يحتاج إلى الاستدانة من أحد ، وكان رحمهالله يحاول محاولات متعددة لاعتماد أولاده على أنفسهم في المعيشة والاقتصاد فيها ،