اتركها ولا تفكّر في قضاء حاجة صاحبها ما دام الأمر كذلك. فقال : وكيف ذلك؟ إنه قد قصدني بحاجته ولا بدّ من السعي لتحقيقها.
يقول السيّد الرفاعي : فقلت له : فما العمل؟
فقال الشيخ : تذهب إلى بغداد لأجل قضاء حاجته.
يقول السيّد الرفاعي : فيممت راحلتي نحو بغداد كما أمر الشيخ حيث لا يمكن مخالفته وذهبت إلى بيت رئيس عشيرة في بغداد ، وقلت له : هيّئ لي سيارة غدا تأخذني إلى المكان المعين لحاجة هناك ، فقال رئيس العشيرة : أنا بخدمتك مع سيارتي ، وفعلا ذهبنا إلى المكان المعين وأنجزنا ما أراده صاحب الرسالة ، ورجعنا إلى النجف وأخبرنا الشيخ بذلك ، فحينئذ كتب الشيخ رسالة جوابية لصاحب الرسالة في قضاء حاجته عند الحكومة العراقية.
اهتمامه بأهل العلم :
كان يهتم ويعتني ويعمل كلّ ما في وسعه بأهل العلم ، حيث كان يحترمهم ويقدّرهم ويساعدهم ويراقبهم في تصرفاتهم ، ويرشدهم وينصحهم في ملبسهم وسيرتهم وسلوكهم ، فقد كان كثيرا ما يراقب الطلبة اللبنانيين في ملابسهم وينصحهم بأن تكون ملابسهم مناسبة للطالب الروحاني بعيدا عمّا لا يناسب أهل العلم في ذلك الزمان.
إذ كان يقول : إن الطالب الروحاني هو قدوة يقتدي به الناس فلا يجوز له أن يلبس من الملابس ما فيه نقص أو عيب أو لمز وهمز على أهل العلم ، ولا يجوز له أن يكون مظهره الخارجي مخالفا لتوجهات طلّاب العلوم الدينية.
وكان حريصا أشد الحرص على أن تدوم سلسلة أهل العلم في أسرته (أسرة صاحب الجواهر) فكان يرغّب ويشوّق أفراد الأسرة النابهين في الانخراط في سلك الحوزة في جوّ كان العزوف عن سلك الحوزة هو الرائج ؛ لما تعانيه الحوزة العلمية من قلّة الموارد وضنك المعيشة نسبة إلى الموظّفين في ذلك الوقت وأهل العمل الحرّ.