ذلك الوقت. كما كان يلاحظ الخطباء الذين يسمعون كلامه ويحثهم على عدم الاقتصار على ذكر المصيبة ، ويطلب منهم أن يتعرضوا إلى الوعظ والإرشاد وبيان الأحكام وتقوية عقائد المؤمنين حتى كان يطلب من الخطيب الشيخ صالح الدجيلي رحمهالله أن يقوم بهذا الدور في عشرة محرم الحرام التي كانت مخصصة لمسيرة قدوم الحسين من مكة إلى كربلاء والاقتصار على المصيبة فقط ، وكان الشيخ الدجيلي رحمهالله يستجيب لذلك ويصرح بطلب الشيخ منه ذلك ليدفع عن نفسه انتقاد المنتقدين في ذلك الوقت.
٣ ـ كان رحمهالله يهتم بأمر التبليغ ، فقد رأيناه يمنح بعض طلبته عند ما يغادرون النجف الأشرف للإرشاد والتبليغ كتابا ، يحثّ فيه المؤمنين على الالتفاف حول العالم المغادر مدينة العلم للارشاد والتبليغ في بلده أو في بلد آخر ، وكنموذج على هذا العمل ما كتبه لأحد العلماء وهذا نصّه :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف خليقته في بريته محمد وآله الطاهرين.
وبعد : فلا يخفى على كافة اخواننا المؤمنين وفقهم الله لخير الدارين : أن جناب العلّامة المجاهد الشيخ جعفر الصائغ العاملي سلّمه الله تعالى قد صرف مدّة مديدة من عمره في تحصيل العلوم الدينية في النجف الأشرف التي هي الجامعة العظمى للعلوم الدينية الاسلامية حتى نال مكانه مرموقة سامية في ذلك.
ولمّا سافر إلى لبنان وجد الدعايات الضالة المضلّة قد ضربت بجرانها على تلك البلاد الوادعة الهادئة ، وهي وإن اختلفت في الأساليب والطرق إلّا أن لها هدفا واحدا تشترك فيه ، وهو القضاء على الدين الإسلامي الحنيف ، وهذا هو أسلوب المستعمر الذي لم يجد طريقا يقضي فيه على المسلمين ومثلهم العليا إلّا بهذه الأساليب الخدّاعة.