الخاص وطعمته بابيات شعر تناسب الموضوع وجئت به إليهم ، فقرأ والدي رحمهالله المطلب المكتوب ، فقال الشيخ مجتبى رحمهالله : إن كتابة المطلب تدلّ على فهم الموضوع فهما كاملا فلا حاجة إلى الامتحان ، ولكن الوالد رحمهالله قال لي وبصوت عال : اجلس واقرأ المطلب ، فما أن قرأت شيئا من المطلب المعيّن لي حتى سألني في النحو ، فأجبته ، ثمّ قرأت قليلا حتى سألني في الأصول ، فأجبته. ثم قرأت فسألني في المنطق لمناسبة طرأت في البحث ، فأجبته ، وهكذا أخذ يسأل من خارج الكتاب وأجيبه على أسئلته حتى قال الشيخ مجتبى اللنكراني رحمهالله : «إنما الشبل من الأسد» وهكذا تمّ الامتحان ، وقد أخبرني الوالد رحمهالله بعد ذلك أن نتائج الامتحان وكتابتي للمطلب عند ما ذهبت إلى السيّد الخوئي قدسسره قرر أن يدفع لي راتبا مضاعفا كجائزة على الدرجة الرفيعة التي نلناها في الامتحان.
أقول : هذه العملية ، إن دلّت على شيء فإنما تدلّ على عدم تفرقته بين من ينتسب إليه ومن لا ينتسب ، فكلهم خاضع للامتحان ولا يحابى شخص على آخر وإن كان ممن ينتسب إليه بالبنوّة.
٥ ـ بعد رحيل السيّد الحكيم قدسسره وقيام السيّد الخوئي قدسسره باعباء المرجعية ، ضغطت السلطة البعثيّة على الشعائر الحسينية فمنعت المواكب الحسينية من الخروج والمشاعل من الانطلاق في ليلة الثامن والتاسع والعاشر ، وكانت عادة النجف خروج المشاعل في موكب مهيب يعيد للمسلمين ذكرى حرق خيام سيد الشهداء ، وكان موكبا يحضره الشيعة من كل أقطار العراق ، فما كان من السيّد عبد الرضا الشخص «وهو ابن المرجع الديني السيد باقر الشخص وكان تلميذا للمترجم له» إلّا أن يتصل بالوالد رحمهالله ويطلب منه التدخل لكفالة الموكب حتى تعود الأمور لمجاريها الطبيعية ، وقد ضمن للوالد وأخبره بأن قائم مقام النجف ومدير الأمن يوافقون على ذلك حلّا للأزمة بين الحكومة والمواكب الحسينية الثائرة ، حيث كانا يتخوّفان من نشوب عصيان نجفي يتبعه عصيان عراقي بعد ذلك.