صراحته :
كان المترجم له رحمهالله لا يهادن ولا يجامل ، بل كان مصارحا لإخوانه وأساتذته ، فكان هذا المسلك الذي يسلكه قد قلل من أصحابه وأصدقائه ، وقد ذكر لنا بعضا من هذه الصراحات نذكر بعضها :
١ ـ ذكر لنا في ذات مرّة أن شاهد أحد أبناء المراجع وهو يضرب بيده ويركل برجله شخصا في وسط الطريق ، وقد تأثر المترجم له لذلك المنظر فنهاه ونهره عن عمله هذا ولم يكتف بذلك بل أنبه على عمله فكان جوابه : انه يزاحمني في طلباته الكثيرة المتكررة ويحتال عليّ في أموره ، ولم يكتف الشيخ الوالد بعمله هذا بل أوصل الأمر إلى ذلك المرجع الكبير فما كان من السيّد المرجع إلّا أن أرسل على ولده وأنبه على عمله ونهره عن ذلك ، ثمّ قال الوالد : إن السيّد المرجع قال لي : يا شيخنا أنت لم تبتل بهؤلاء الأشخاص ، وسوف يطول بك العمر فتبتلي بهم.
٢ ـ ذكر لنا الشيخ الوالد ذات مرّة فقال : زرت ديوان السيّد الحكيم فوجدت بعض الحضار ممن لم يكونوا محسوبين على جهاز السيّد الحكيم ينالون ويغتابون بعض المؤمنين فنهيتهم عن ذلك العمل ، ثمّ ذهبت إلى السيد الحكيم وأخبرته بما يجري في ديوانهم ، فما كان من السيّد الحكيم إلّا أن أمر بتعطيل الديوان.
وعند ما سمع السيّد محمد رضا (نجل السيد الحكيم) أن والده أمر بتعطيل الديوان سأل عن السبب فقالوا له إن الشيخ محمد تقي تكلم معه بكلام فأمر بغلق الديوان بعد ذلك ولا نعلم ما ذا قال له.
فما كان من السيّد محمد رضا إلّا أن ذهب إلى بيت الشيخ الجواهري ليسأله عن سبب أمر السيد باغلاق الديوان ، فما كان من الشيخ إلّا أن أجابه فقال له : إن ديوان السيّد هو بيت الأمة ، ويجب أن يكون على مستوى من النزاهة والالتزامات الشرعية فما معنى أن يتعدّى على فلان وفلان بالاستغابة والتوهين ،