ومما وجدناه بخطه الشريف يخاطب شخصا قد أرسل له رسالة فيجيبه عليها وقد آثرنا نشرها لما فيها من النصح والموعظة لمن أركن إلى الدنيا يقول فيها :
وافت رقيمتك الشهية دارنا |
|
وبمنظر منها اخوك ومسمع |
فرأيت فيها الذكريات سوانحا |
|
من صاحب جمّ المكارم أروع |
أبدى بها شوقا واني عاجز |
|
عن أن أبثّ إليه أشواقا معي |
* * *
وافت وقد غصّت بوسع رحابها |
|
داري باضيافي الكرام ومربعي |
فمن الرجال ثلاثة في خمسة |
|
ومن النساء ثلاثة في أربع (١) |
عذرا إذا أخرت عنك جوابها |
|
والاعتذار متى اعتذرت مشيفعي |
* * *
يا أحمدا بحميد سيرته العلى |
|
هتفت وفرط ذكاه غاظ الأصمعي |
اسمع مقالة ناصح واعمل بها |
|
فالنصح نصح أخ كريم طيّع |
إن الزمان تغيّرت ابناؤه |
|
وتمزلقت بسرابه المتوقع |
زعموا بأن الدين أكسد سوقه |
|
فيئوب رائده بكفّ بلقع |
ولووا إلى الدنيا أعنة خيلهم |
|
مستهزءين بسجّد وبركّع |
لمحت لهم ميساء أدلت برقعا |
|
وسرت بافئدة صباة ولّع |
حتى إذا سكنوا لها محجوبة |
|
كشفت لهم ما تحت ذاك البرقع |
فتطلّعت شوهاء نكرى كشّرت |
|
أنيابها عن وخز سمّ منقع |
ومذ انجلت ظلم القتامة أعربت |
|
عنهم وهم صرعى باشنع مصرع |
لا ألفينك خائضا في جمعهم |
|
فالداء يسري من مراحل أربع |
__________________
(١) يبدو أن الرسالة كانت مع جماعة وردوا على دار المترجم له (١٥) رجلا و (١٢) امرأة.