وفقهائها ومجتهديها وعيون حوزتها العلمية في النجف الأشرف ، ممن غصت بهم السجون لفترات تراوحت بين العشر سنين والعشرين سنة والأكثر من ذلك ، دون جرم ولا تهمة ، سوى أنهم جندوا أنفسهم لحماية الدين وحفظ القيم والمبادئ الحقّة. وإن بعضهم وقف إلى جانب الأمة أيام انتفاضة شعبان (١٤١٠ ه) وسعى إلى ترتيب أوضاع البلاد وحفظ مصالح العباد تحت توجيه ورعاية المرجع الأعلى للمسلمين في زمانه آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدسسره ، الذي تعرض هو والخواص من أصحابه الذين كانوا من خيرة علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف فضلا وعلما وعملا ، إلى صنوف العذاب والاعتقال والامتهان بسبب مواقفهم الدينية الشريفة لحماية الناس والوقوف إلى جانبهم في محنتهم ، حتى دفعوا ثمنا غاليا لتلك المواقف المبدئية فقضوا بين شهيد بأيدي الظلمة ، وسجين مغيب لا يعلم له أثر.
ولما زال هذا الكابوس عن صدر شعبنا المظلوم تكشفت وقائع الإثم والعدوان التي ملأ بها النظام البائد بقاع العراق من شماله إلى جنوبه وتبدّل الأمل بنجاة أولئك المظلومين إلى رزية عظيمة ولله درّ القائل :
وكانوا رجاء ثم عادوا رزيّة |
|
لقد عظمت تلك الرزايا وجلت |
ونحن إذ نعزي صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه) ، ومراجع التقليد ، والحوزات العلمية ، والأمة الإسلامية ، وكافة طبقات الشعب العراقي ، بهذا المصاب الجلل نبتهل إليه تعالى أن يجعل الصبر لهم قرينا والأجرة عاقبة ، والعاقبة للمتقين ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الحوزة العلمية العراقية
٣ ربيع الأول ١٤٢٤ ه