لما في بداية « أ » وآخر « ب » وما في الذريعة من جهة ، ولأنّ علماءنا في إجازاتهم يتحرّون الدقّة في ضبط ما يجيزون روايته عنهم ، رأينا أنّ ما في الإجازات هو أقرب لمراده « رض ».
على أنّ ما في « كشف المحجّة » أيضا لا يمكن التغاضي عنه ، لأنّه في الواقع بعض العنوان الذي في الإجازات بسقوط الحرف « من » ، وبذكر الموصوف لفظا ، أي قوله « وعترته الأطائب » ، وهذا المقدار ممّا يتساهل فيه في أسماء وعناوين الكتب ، خصوصا أنّ السيّد يذكر مؤلّفاته بأسماء مختلفة متقاربة بعضها من بعض ، ومن راجع مؤلّفاته عرف صحّة ما نقول ، ويكفيك أن تلقي نظرة سريعة على « كشف المحجّة » و « إجازاته » و « سعد السعود » لترى تعدّد تسمياته لكتبه بعناوين وأسماء متقاربة ، وسنثبت بعض ذلك في أثناء تعدادنا لمؤلّفاته ومصنّفاته ، فمن هنا ساغ لنا أن نرجّح أنّ اسم الكتاب هو « طرف من الأنباء والمناقب ، في شرف سيّد الأنبياء وعترته الأطائب ، وطرف من تصريحه بالوصيّة بالخلافة لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ».
بين الطّرف والوصيّة
إنّ « كتاب » الطّرف يحتوي على ثلاث وثلاثين طرفة ، دوّنها السيّد ابن طاوس بعد ذكره لمقدّمة أوضح فيها أحقّيّة مذهب الإماميّة الاثني عشريّة على نحو الإجمال.
وكتاب « الطّرف » يعدّ بمنزلة المتمّم أو المستدرك لكتاب « الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف » ، فإنّ السيّد ابن طاوس سمّى نفسه في كتاب « الطرائف » ب « عبد المحمود بن داود » تعمية وتقيّة من الخلفاء العبّاسيّين الّذين لا يحتملون سماع الحقّ ، وينكلون بكلّ من يفوه به.
وفيما يتعلّق بهذه النكتة نقل عن خطّ الشهيد الثاني ، أنّه قال : إنّ التسمية بعبد المحمود لأنّ كلّ العالم عباد الله المحمود ، والنسبة إلى داود إشارة إلى « داود ابن الحسن المثنّى » أخ الإمام الصادق عليهالسلام في الرضاعة ، وهو المقصود بالدعاء المشهور