وعلى كلّ حال ، فإنّ ما وصلنا من كتاب « الوصيّة » للشيخ عيسى بن المستفاد مقدار جيّد ، يكشف عن ملازمة هذا الرجل للإمام الكاظم عليهالسلام وسؤاله عن أصول العلم والاعتقادات ، وأنّه شيعيّ إماميّ اثنا عشريّ ، ألّف في عقيدته ما تلقّاه عن أئمته عليهماالسلام ، وقد اقترن كتاب « الوصيّة » باسم ابن المستفاد ، بحيث يدلّ على أنّ كتابه هذا من أجلّ ما صنّفه الرجل في مباحث الإمامة ، إن كان له مؤلّفات أو مصنّفات أخرى لم ينصّ عليها من ترجم لهذا الشيخ الإماميّ.
مؤلّف الكتاب ٥٨٩ ـ ٦٦٤ هـ
نسبه
هو السيّد رضيّ الدين أبو القاسم عليّ بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي عبد الله محمّد الطاوس ، بن إسحاق ابن الحسن بن محمّد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن عليّ ابن أبي طالب عليهماالسلام (١).
وقد عرف سيّدنا المؤلّف ب « ابن طاوس » لأنّ جدّه السيّد محمّد بن إسحاق كان حسن المنظر جميل الوجه ، ولم تكن رجلاه مناسبتين لجمال وجهه وحسن منظره ، فلقّب بالطاوس (٢).
وقد لقّب السيّد عليّ بن طاوس ب « ذي الحسبين » ، لأنّه علويّ الطرفين ، فنسبه من جهة أبيه ينتهي إلى الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام ، ونسبه من جهة أمّه ينتهي إلى الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام ؛ فإنّ أمّ داود بن الحسن المثنّى
__________________
(١) عمدة الطالب (١٩٠) ، خاتمة المستدرك ( ج ٢ ؛ ٤٣٩ ) ، البحار ( ج ١٠٧ ؛ ٤٤ )
(٢) انظر بحار الأنوار ( ج ١٠٧ ؛ ٤٤ )