ظاهر (١) » ، وظهور الوجه في اتّحادهما إنّما هو باعتبار القرينة الخارجية من اتّحاد الراوي والمروي في جميع الطرق المتقدّمة كما لا يخفى.
وهذا كلّه سليم لا غبار عليه ، وقد صنع مثله من قبل العلاّمة المامقاني ، حيث ترجم لعيسى الضعيف وعيسى الضرير ، ثمّ استظهر اتّحادهما باعتبار اتّحاد الراوي والمروي عند ترجمة عيسى الضعيف (٢).
إلاّ أنّ ما لا يوافق عليه العلاّمة المامقاني ، هو استظهاره أنّ عيسى بن المستفاد وعيسى الضرير وعيسى الضعيف كلّهم رجل واحد ، فقال في ترجمة عيسى الضرير ـ الّذي استظهر اتّحاده مع عيسى الضعيف كما تقدم ـ : « والظاهر أنّه عيسى ابن المستفاد الضرير الآتي إن شاء الله تعالى ».
ولأجل استظهاره هذا ، تفرّد رحمهالله ـ دون باقي الرجاليّين ـ بذكر الوصفين جميعا في ترجمة ابن المستفاد ، فقال : « عيسى بن المستفاد ، أبو موسى البجلي الضرير الضعيف » ، ثمّ قال : « وكتب الرجال خالية عن الوصف الثاني ».
وبناء على استظهاره الآنف ، حكم بتفرّد الصدوق ـ في باب الدماء من كتاب الفقيه ـ بوصفه بالضعيف (٣) ، وحكم بأنّ الكليني في الكافي أبدله ـ في باب « أنّهم عليهمالسلام لم يفعلوا شيئا إلاّ بعهد ». ـ بالضرير ، مع أنّ الّذي في الفقيه هو « عيسى الضعيف » وليس عيسى بن المستفاد ، والّذي في الكافي هو « عيسى بن المستفاد » وليس عيسى الضرير.
والّذي أوقعه في هذا الخلط إنّما هو استظهار اتّحاد الثلاثة : عيسى بن المستفاد ، وعيسى الضرير ، وعيسى الضعيف ، مع أنّ هذا الاستظهار تبرّعي محض ولا دليل عليه ، وإنّما الدليل يقتصر على اتّحاد عيسى الضرير وعيسى الضعيف فقط باعتبار
__________________
(١) معجم رجال الحديث ( ج ١٤ ؛ ٢٢٩ )
(٢) انظر تنقيح المقال ( ج ٢ ؛ ٣٦١ )
(٣) انظر من لا يحضره الفقيه ( ج ٤ ؛ ٦٩ / ١٢ )