القسم الثالث : وهي الأوصاف الّتي تجتمع مع بعض مراتب العدالة ، كقولهم :
ليس بذاك ، أو ليس بذلك ، أو لم يكن بذاك ، وغيرها من الألفاظ والأوصاف الّتي لا دلالة لها على الجرح في جميع مراتب عدالة الراوي ، هذا فضلا عن أنّنا لم نعثر على قائل به ، أضف إلى ذلك أنّ إفادة هذه الأوصاف ذمّا ، قد تأمّل به كثير من علماء الطائفة ، بل واستشعروا من هذه الأوصاف المدح للراوي أيضا ، وإليك بعض أقوالهم :
قال الكاظمي رحمهالله : « وكذا قولهم : ليس بذاك ، فإنّه ربّما عدّ قدحا ، وأنت تعلم أنّه أكثر ما يستعمل في نفي المرتبة العليا ، كما يقال : ليس بذاك الثقة ، وليس بذاك الوجه ، وليس بذاك البعيد ، فكأنّ فيه نوع مدح (١) ».
وقال الأسترآبادي : « ومنها قولهم : ليس بذاك ، وقد أخذه خالي ذمّا ، ولا يخلو من تأمّل : لاحتمال أن يراد أنّه ليس بحيث يوثق به وثوقا تامّا ، وإن كان فيه وثوق ، من قبيل قولهم : ليس بذاك الثقة ، ولعلّ هذا هو الظاهر ، فيشعر بنوع مدح ، فتأمّل (٢) ».
وحكى الوحيد عن جدّه المجلسي الأوّل عدّ قولهم : ليس بذاك ، ذمّا ، ثمّ قال : « ولا يخلو من تأمّل ؛ لاحتمال أن يراد أنّه ليس بحيث يوثق به وثوقا تامّا ، وإن كان فيه نوع من وثوق ، من قبيل قولهم : ليس بذاك الثقة ، ولعلّ هذا هو الظاهر ، فيشعر بنوع مدح ، فتأمّل (٣) ».
وقال صاحب « شعب المقال » : « بل لا يبعد دلالة ذلك على نوع مدح ؛ يعني ليس بحيث يوثق به وثوقا تامّا ، وإن كان فيه وثوق بالجملة (٤) ».
وقال صاحب « توضيح المقال » : « ولعلّه لذا لم يذهب ذاهب هنا إلى إفادتها القدح في العدالة (٥) ».
__________________
(١) عدة الرجال ( ج ١ ؛ ٦٤ )
(٢) منهج المقال [ حجري (٩) ]
(٣) مقباس الهداية ( ج ٢ ؛ ٣٠١ ) والفوائد البهبهانية (٩)
(٤) شعب المقال (٣٠) وانظر هامش مقباس الهداية ( ج ٢ ؛ ٣٠٢ )
(٥) توضيح المقال (٤٣)