باليبس ، فان قلت هذه الصفة ضعف الحفظ وغلبة النسيان.
فهذه أسباب تفاوت الناس في البلادة والحفظ ، وجلال الله تعالى عظمته وتقدست عن مشابهة الاعراض والأجسام ومشاكله الخلائق ، والجلالة مقابل اللطافة ، ولهذا كانت الصفات السلبية من صفات الجلال لأنها تنزيه ، لان الجليل العظيم في محل الظهور ، كما أن اللطيف في محل الخفاء والبطون.
وإذا حسرت الأبصار وضلت (١) الأفكار عن ادراك الجليل من صفاته فحسورها عن ادراك اللطيف منها أولى. والعالمين (٢) أصناف الخلق كل صنف منهم عالم ، ونسب الأبصار الى العالمين لوجود حاسته عند سائر الأصناف.
ونسب الأفكار إلى العلماء لاختصاصهم به أو بجودته ، فيكون من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى ، لأنه إذا قصرت أفكار العلماء عن أمر ، كان قصور أفكار غيرهم أولى.
وذا اسم اشارة ، وأضافه الى المخاطب رجوعا من الغيبة إلى الخطاب ، فكأنه قال : الموصوف بهذه الصفات المذكورة ربكم ، وهذا مثل قوله تعالى ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ) قد يلتفت المتكلم من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى ( حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها ) (٣).
والرب هو المالك. ولا إله الا هو كلمة الإخلاص وهي كلمة عظيمة قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الإسلام نيف وسبعون بضعة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. وقال عليهالسلام : خير العبادة قول لا إله إلّا الله.
__________________
(١) في « س » : وضلته.
(٢) في « س » : والعلمين.
(٣) سورة يونس : ٢٢.