وقت العصر.
وعن أبي حنيفة ثلاث روايات : إحداها ـ وهي المشهورة وعليها يناظرون ـ أن آخر وقتها إذا صار ظل كل شيء مثليه ، ثمَّ ما بعد ذلك وقت العصر.
وروى أبو يوسف في رواية شاذة أن آخر وقت الظهر دون أن يصير ظل كل شيء مثليه ، ولم يحد ذلك المقدار.
وروى الحسن بن زياد [ اللؤلؤي ] (١) رواية ثالثة : أن آخر وقت الظهر إذا صار ظل كل شيء مثله ، كقولنا الا أنه لا يجعل ما بعد ذلك من وقت العصر ، بل يقول : ان أول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثليه ، وما يكون بينهما ليس بوقت لواحد من الصلاتين.
مسألة ـ ٥ ـ أول وقت العصر إذا مضى من الزوال مقدار ما يصلي الظهر أربع ركعات ، وآخره إذا صار ظل كل شيء مثليه. وفي أصحابنا من قال : انه يمتد الى غروب الشمس ، وهو اختيار المرتضى.
وبه قال مالك في إحدى الروايتين ، والرواية الأخرى عنه : أن أول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثله.
وقال الشافعي وأصحابه : إذا صار ظل كل شيء مثله وزاد عليه أدنى زيادة خرج وقت الظهر ودخل وقت العصر ، ثمَّ لا يزال في وقت العصر للمختار الى أن يصير ظل كل شيء مثليه ، فإذا جاوز ذلك خرج الوقت للمختار ويبقى وقت الجواز الى أن يصفر الشمس ، وبه قال الأوزاعي ، والليث ، ومالك ، والحسن بن صالح وأبو يوسف ، ومحمد.
وقال أبو حنيفة : أول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثليه ، وآخره إذا اصفرت الشمس.
__________________
(١) د ، ح : اللولى. وفي ف كما أثبتنا.