والكاظم عليهمالسلام ، ولم يروِ عن واحد منهم بشكل مباشر. نعم ، روى عن بعض أصحابهم بعض الروايات.
وقد وثَّقَ أبا مخنف في النقل عددٌ من أعلام الشيعة (١) ، إلاّ إنّ ذلك قابل للمناقشة ، ونحن نتَّئد على الأقل ، بل نرفض قبول فقرات مبثوثة في رواياته التي ترتبط بسيرة بعض الأئمّة عليهمالسلام ، أو سيرة شيعتهم في الكوفة ، أو علاقة الأئمّة بهم في الفترة الواقعة من سنة حكم علي عليهالسلام سنة ٣٥ هجرية وحروبه إلى مقتل المختار سنة ٦٧ هجرية ؛ وذلك لأنّها تُعطي رؤية تخالف الثابت عن أهل البيت عليهمالسلام ، أو الثابت من التاريخ عن شيعتهم في الكوفة وعلاقتهم بهم.
من قبيل : أنّ الحسين عليهالسلام ندم على أخذ نسائه وبناته معه ، وأنّه تذكَّر نصيحة ابن عباس يوم العاشر لمّا ارتفعت أصواتهن يوم العاشر من المحرّم عند احتدام القتال وسقوط القتلى (٢).
أو أنّ يزيد قال لعلي بن الحسين لمّا أمر بإرجاعه والسبايا إلى المدينة : لعن الله ابن مرجانة ، أما والله لو أنّي صاحبه ما سألني خصلة أبداً إلاّ أعطيتها إيّاه ، ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ، ولكن الله قضى ما رأيت (٣).
__________________
(١) انظر معجم رجال الحديث وقاموس الرجال.
(٢) قال أبو مخنف : حدّثني عبد الله بن عاصم ، قال : حدّثني الضحاك المشرقي قال : لمّا سمع أخوات الحسين كلام الحسين يخاطب القوم يوم العاشر صحن وبكين وبكى بناته ، فارتفعت أصواتهن ، فأرسل إليهنّ أخاه العباس بن علي وعلياً ابنه ، وقال لهما : «أسكتاهنّ ؛ فلعمري ليكثرنّ بكاؤهنّ». قال : فلمّا ذهبا ليسكتاهنّ ، قال : «لا يبعد ابن عباس» ، قال : فظننا أنّه إنّما قالها حين سمع بكاؤهنّ ؛ لأنّه قد كان نهاه أن يخرج بهنّ. (الطبري ٤ / ٣٢١) وقال أبو مخنف : وحدّثني الحارث بن كعب الوالبي ، عن عقبة بن سمعان : أنّ حسيناً لمّا أجمع المسير إلى الكوفة أتاه عبد الله بن عباس وقال له : فإن كنت سائراً فلا تسر بنسائك وصبيتك ، فوالله إنّي لخائف أن تُقتل كما قُتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه. الطبري ٤ / ٢٨٧.
(٣) تاريخ الطبري ٤ / ٣٥٣.