فقال له الحسين عليهالسلام : «ما كنت لأبدأَهم بالقتال».
وفي رواية ابن عساكر : وعدل الحسين إلى كربلاء (١). ثمّ نزل.
وذلك يوم الخميس ، وهو اليوم الثاني من المحرّم سنة إحدى وستّين (٢).
روى السيد ابن طاووس قال : قال الحسين عليهالسلام لمّا نزل كربلاء : «انزلوا ، هاهنا محطّ رحالنا ، ومسفك دمائنا ، وهنا محلّ قبورنا ، بهذا حدّثني جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله». فنزلوا جميعاً (٣).
قال أبو مخنف : فلمّا كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة في أربعة آلاف.
قال : وكان سبب خروج ابن سعد إلى الحسين عليهالسلام ، أن عبيد الله بن زياد بعثه على
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر ترجمة الحسين عليهالسلام.
(٢) هذا هو المشهور بين المؤرخين ، وفي الأخبار الطوال ـ للدينوري / ٢٥٣. قال : إنّ الحسين عليهالسلام نزل كربلاء يوم الأربعاء غرّة شهر المحرّم سنة إحدى وستين.
(٣) اللهوف في قتلى الطفوف ـ السيد ابن طاووس الحسني / ٤٩. أقول : وقد تواترت الأخبار بذلك عن النبي صلىاللهعليهوآله ، منها ما روي عن علي عليهالسلام. قال ابن كثير : قال الإمام أحمد : حدّثنا محمد بن عبيد ، ثنا شراحيل بن مدرك ، عن عبد الله بن نجيى ، عن أبيه أنّه سار مع علي عليهالسلام ، وكان صاحب مطهرته ، فلمّا جاؤوا نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى علي : «صبراً أبا عبد الله ، صبراً أبا عبد الله بشط الفرات». قلت : وماذا تريد؟ قال : «دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم وعيناه تفيضان ، فقلت : ما أبكاك يا رسول الله؟! قال : بلى ، قام من عندي جبريل قبل ، فحدّثني أنّ الحسين يُقتل بشط الفرات». قال : «فقال : هل لك أن أشمّك من تربته؟». قال : «فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا». قال ابن كثير : تفرّد به أحمد. البداية والنهاية ٨ / ٢١٧ ، مسند أحمد ١ / ٨٥ ، الآحاد والمثاني ١ / ٣٠٨. قال ابن كثير : وروى محمد بن سعد ، عن علي بن محمد ، عن يحيى بن زكريا ، عن رجل ، عن عامر الشعبي ، عن علي مثله. وروى نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفين / ١٤٢ ، عن سعيد بن حكيم العبسى ، عن الحسن بن كثير ، عن أبيه : أنّ علياً أتى كربلاء فوقف بها ، فقيل : يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء. قال : «ذات كرب وبلاء». ثمّ أومأ بيده إلى مكان فقال : «هاهنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم». وأومأ بيده إلى موضع آخر فقال : «هاهنا مهراق دمائهم».