واستبعاد الجزء الذي يلتقي مع الهدف الإعلامي للعباسيِّين إن لم يكن لدينا غيرها.
إنّ كُتّاباً وباحثين معاصرين أمثال الشيخ محمود شاكر (١) ، والدكتور أحمد شلبي (٢) ، والشيخ الخضري ونظرائهم قد يكونون معذورين حين يعتمدون على رواية أبي مخنف دون أن يحقّقوا فيها ؛ بسبب خلفيّتهم العقائدية التي تسوّغ لهم قبول ذلك أو الأنس به ، أمّا أن يعتمد الكاتب الشيعي الإمامي (٣) على رواية أبي مخنف دون تحقيق أو دون تجزئة فليس معذوراً (٤).
__________________
(١) كاتب مصري ألّف موسوعة في التاريخ الإسلامي في عدّة مجلّدات.
(٢) كاتب مصري ألّف موسوعة التاريخ الإسلامي في عدّة مجلّدات وطبعت طبعات عديدة ، آخر ما رأيته هو الطبعة السابعة سنة ١٩٨٤ م ، وعنها ننقل في كتابنا هذا.
(٣) قد يعترض البعض علينا باعتماد مرجع الشيعة في وقته الشيخ المفيد رحمهالله على رواية أبي مخنف في كتابه الإرشاد ، أو في كتابه الجمل ، ولكنّه اعتراض غير وارد ؛ لأنّ الشيخ المفيد في الجمل يُصرّح أنّه إنّما أورد أخبار الجمل من مصادر غير إمامية لأجل الاحتجاج.
(٤) أشرنا إلى طرف من هذا الموضوع في كتابنا المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبويّة / ٤٦٩ ـ ٤٨٠ ، نرجو أن نوفّق إلى تفصيلها في دراسة مستقلة.