ولمّا قُتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن عليهالسلام ، أمر المنصور أن يُطاف برأسه بالكوفة سنة ١٤٥ هجرية ، وخطب قائلاً :
يا أهل الكوفة ، عليكم لعنة الله ، وعلى بلد أنتم فيه ...
سبئية (١) ،
خشبية (٢) ؛ قائل يقول : جاءت الملائكة ،
وقائل يقول : جاء جبريل ...
لَلَعجب لبني اُميّة وصبرهم عليكم! كيف لم يقتلوا مقاتلتكم ، ويسبوا ذراريكم ، ويخربوا منازلكم!
أما والله يا أهل المَدَرَة الخبيثة ، لئن بقيتُ لكم لأذلّنكم (٣).
أقول :
وفي ضوء ذلك كان من الضروري التحقيق في الرواية التاريخيّة التي ظهرت في هذه الفترة الخطيرة ؛ سواء كانت رواية أبي مخنف أو رواية غيره ، وتجزئة الرواية إلى أجزاء ،
__________________
في أنساب الأشراف ٣ / ١٥٠ ، قال : قال المدائني : كتب أبو مسلم إلى أبي العباس : أنّ أهل الكوفة قد شاركوا شيعة أمير المؤمنين في الاسم ، وخالفوهم في الفعل ، ورأيهم في آل علي الذي يعلمه أمير المؤمنين ، يؤتى فسادهم من قبلهم بإغوائهم إيّاهم ، وإطماعهم فيما ليس لهم ، فألحظهم يا أمير المؤمنين بلحظة بوار ، ولا تؤهّلهم لجوارك ؛ فليست دارهم لك بدار. وأشار عليه أيضاً عبد الله بن علي بنحو من ذلك ، فابتنى مدينته بالأنبار وتحول إليها ، وبها توفي.
(١) أيّ أتباع عبد الله بن سبأ الذي ادّعي له أنّه مبتدع الوصية لعلي عليهالسلام ، المشابهة لوصية موسى ليوشع عليهالسلام ، الذي يترتّب عليها البراءة ممّن تجاوز على موقعه.
(٢) في النهاية ـ لابن الأثير : الخشبية : هم أصحاب المختار بن أبي عبيد ، ويُقال لضرب من الشيعة : الخشبية. وفي المشتبه ـ للذهبي : الخشبي : هو الرافضي في عرف السلف. أقول : وسيأتي في ترجمة المختار الروايات التي وضعوها في حقّه للغضّ من شخصيته.
(٣) أنساب الأشراف ٣ / ٢٦٩.