تخلفوني في الثقلين؟». فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : «كتاب الله طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ، والآخر عترتي ، وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألت ذلك لهما ربّي ؛ فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم». ثمّ أخذ بيد علي (رضي الله تعالى عنه) فقال : «مَنْ كنت أولى به من نفسي فعلي وليّه ، اللّهمّ وال مَنْ والاه ، وعاد مَنْ عاداه» (١).
وقال أيضاً : حدّثنا أبو حصين القاضي ، ثنا يحيى الحماني ، ثنا أبو إسرائيل الملائي ، عن الحكم ، عن أبي سلمان المؤذّن ، عن زيد بن أرقم قال : نشد علي الناس : «أُنشد الله رجلاً سمع النبي صلىاللهعليهوآله يقول : مَنْ كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهمّ وال مَنْ والاه ، وعاد مَنْ عاداه». فقام اثنا عشر بدريّاً ، فشهدوا بذلك. قال زيد : وكنت أنا فيمَنْ كتم ، فذهب بصري (٢).
وقال أيضاً : حدّثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا العلاء بن صالح ، ثنا أبو سلمان المؤذّن أنّه صلّى مع زيد بن أرقم على جنازة فكبّر عليها خمس تكبيرات ، فقلت : أوهمت أم عمداً؟ فقال : بل عمداً ؛ إنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يصلّيها (٣).
أقول : كان ذلك أيّام المختار ، وذلك لمّا ذكروا أنّ أبا سلمان هذا هو مؤذّن الحجّاج.
وروى أيضاً قال : حدّثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا شعبة ، عن الحكم ، عن بن أبي ليلى قال : صلّيت خلف زيد بن أرقم على جنازة فكبّر عليها أربعاً ، ثمّ صلّيت خلفه على اُخرى فكبّر عليها خمساً ، فسألته ، فقال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يكبّرها (٤).
__________________
(١) المعجم الكبير ٥ / ١٦٦.
(٢) المعجم الكبير ٥ / ١٧٥.
(٣) المعجم الكبير ٥ / ١٧٤.
(٤) المعجم الكبير ٥ / ١٦٨.