وروى ابن ديزيل ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا ، قال : حدّثنا على بن القاسم ، عن سعيد بن طارق ، عن عثمان بن القاسم ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ألا أدلّكم على ما إن تساءلتم عليه لم تهلكوا؟ إنّ وليكم الله ، وإنّ إمامكم علي بن أبى طالب ، فناصحوه وصدّقوه ؛ فإنّ جبريل أخبرني بذلك» (١).
وعن إسماعيل السدي ، عن زيد بن أرقم ، قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو في الحجرة يوحى إليه ، ونحن ننتظره حتّى اشتدّ الحرّ ، فجاء علي بن أبي طالب ومعه فاطمة وحسن وحسين عليهمالسلام ، فقعدوا في ظلّ حائط ينتظرونه ، فلمّا خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله ، رآهم فأتاهم ووقفنا نحن مكاننا ، ثمّ جاء إلينا وهو يظلهم بثوبه ، ممسكاً بطرف الثوب ، وعلي ممسك بطرفه الآخر ، وهو يقول : «اللّهمّ إنّي أحبّهم فأحبّهم ، اللّهمّ إنّي سلم لمَنْ سالمهم ، وحرب لمَنْ حاربهم». قال : فقال ذلك ثلاث مرّات (٢).
وروى المدائني ، عن زيد بن أرقم قال : خرج الحسن عليهالسلام وهو صغير ، وعليه بردة ورسول الله صلىاللهعليهوآله يخطب ، فعثر فسقط ، فقطع رسول الله صلىاللهعليهوآله الخطبة ونزل مسرعاً إليه ، وقد حمله الناس ، فتسلّمه وأخذه على كتفه ، وقال : «إنّ الولد لفتنة ، لقد نزلت إليه وما أدرى». ثمّ صعد فأتمّ الخطبة (٣).
قال الواقدي : فحدّثني ابن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن رافع بن إسحاق ، عن زيد بن أرقم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خطبهم فأوصاهم ، فقال : «أوصيكم بتقوى الله ، وبمَنْ معكم من المسلمين خيراً ؛ اغزو باسم الله وفي سبيل الله ، قاتلوا مَنْ كفر بالله ، لا تغدروا ولا تغلوا ، ولا تقتلوا وليداً ، وإذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث ، فأيّتهنّ أجابوك إليها فاقبل منهم ، واكفف عنهم. ادعهم إلى الدخول في
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٣ / ٩٨.
(٢) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٣ / ٢٠٨.
(٣) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٦١ / ٢٧.