وانهزموا أيضاً (١).
وأُخذ عدد من الأسرى فيهم محمد بن سعد بن أبي وقاص ، وعمرو بن موسى بن عبيد الله بن معمر ، وعياش بن الأسود بن عوف الزهري ، والهلقام بن نعيم بن القعقاع بن معبد بن زرارة ، وفيروز حصين ، وأبو العلج مولى عبيد الله بن معمر ، ورجل من آل أبي عقيل ، وسوار بن مروان ، وعبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن خلف ، وعبد الله بن فضالة الزهراني ، ولحق الهاشمي بالسند ، وأتى ابن سمرة مرو ، ثمّ انصرف يزيد إلى مرو وبعث بالأسرى إلى الحجّاج مع سبرة بن نخف بن أبى صفرة ، وخلى عن ابن طلحة وعبد الله بن فضالة ، وقال محمد بن سعد بن أبي وقاص ليزيد أن يخلي سبيله ، فلم يستجب له.
وقيل : إنّ الحجّاج لمّا أتى بهؤلاء الأسرى من عند يزيد بن المهلب قال لحاجبه : إذا دعوتك بسيدهم فأتني بفيروز ، فأبرز سريره ، (وهو حينئذ بواسط القصب قبل أن تُبنى مدينة واسط) ، ثمّ قال لحاجبه : جئني بسيدهم. فقال لفيروز : قم. فقال له الحجّاج : أبا عثمان ، ما أخرجك مع هؤلاء ، فوالله ما لحمك من لحومهم ، ولا دمك من دمائهم؟ قال : فتنة عمّت الناس فكنّا فيها. قال : اكتب لي أموالك. قال : ثمّ ماذا؟ قال : اكتبها أوّل. قال : ثمّ أنا آمن على دمي؟ قال : اكتبها ثمّ أنظر. قال : اكتب يا غلام ألف ألف ألفي ألف (فذكر مالاً كثيراً) ، فقال الحجّاج : أين هذه الأموال؟ قال : عندي. قال : فأدّها. قال : وأنا آمن على دمي؟ قال : والله لتؤدّينها ثمّ لأقتلنك. قال : والله لا تجمع مالي ودمي. فقال الحجّاج للحاجب : نحّه. فنحاه.
ثمّ قال : ائتني بمحمد بن سعد بن أبي وقاص ، فدعاه ، فقال له الحجّاج : (إيهاً باطل
__________________
(١) اختلفت المصادر في ذكر الطريقة التي لقي فيها ابن الأشعث مصرعه بعد أن أجمعت أنّه لجأ إلى رتبيل في سجستان ، وأنّ الأخير استجاب لضغوط الحجّاج وإغراءاته بتسليم ابن الأشعث. تذكر بعض المصادر أنّه بعث به مقيّداً ، وأنّ ابن الأشعث رمى بنفسه من فوق جبل فمات ، ثمّ احتز رأسه وبعث به إلى الحجّاج ، وبعضها تذكر أنّ رتبيل قتله وبعث برأسه سنة ٨٤ هجرية.