عطاءهم. فخرج إلى الحجّاج ، فلما رآه قال له كميل : إنّه ما بقي من عمري إلاّ القليل ، فاقض ما أنت قاض ، فإنّ الموعد الله ، وقد أخبرني أمير المؤمنين علي أنّك قاتلي. قال : بلى ، قد كنت فيمَنْ قتل عثمان ، اضربوا عنقه. فضُربت عنقه (١).
وهرب عبد الرحمن بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب إلى السدّ (٢) فمات بها (٣).
قال خليفة بن خياط : كانت بينهم بالجماجم إحدى وثمانين وقيعة ، كلّها على الحجّاج إلاّ آخر وقعة كانت على ابن الأشعث ، فانهزم. وقُتل من القرّاء بدير الجماجم ؛ أبو البختري سعد مولى حذيفة ، وأبو البختري الطائي. وانكشف ابن الأشعث من دير الجماجم ، فأتى البصرة وتبعه الحجّاج ، فخرج منها إلى مسكن من أرض دجيل الأهواز ، وأتبعه الحجّاج فالتقوا بمسكن ، فانهزم ابن الأشعث ، وقُتل من أصحابه ناس كثير وغرق ناس كثير. افتقد ليلة دجيل بمسكن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود. وأسر الحجّاج ناساً كثيراً منهم : عمران بن عصام العنزي ، وعبد الرحمن بن ثروان ، وأعشى همدان ، وفيروز حصين. قال أبو اليقظان : حدّثني سلم بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي ، قال : أتي الحجّاج بعمران بن عصام العنزي ، فقال : عمران؟ قال : نعم. قال : ألم أقدم العراق فأوفدتك إلى أمير المؤمنين ، ولا يوفد مثلك؟ قال : بلى. قال : وزوّجتك سيدة قومها ماوية بنت مسمع ولم تكن لها بأهل؟ قال : بلى. قال : فما حملك على الخروج مع عدو الله ابن الأشعث؟ قال : أخرجني باذان. قال : فأين كنت عن حجلة أهلك؟ قال : أخرجني باذان. قال : فأين كنت على خرب البصرة؟ فأمر به فضُربت عنقه. ثمّ سار ابن الأشعث يريد خراسان ، وتبعه الفل فتركهم ، وسار إلى رتبيل
__________________
(١) الإصابة ٥ / ٦٥٣. أقول : تهمة كميل بن زياد بعثمان أصلها من رواية سيف بن عمر. انظر تاريخ الطبري ٣ / ٤٣٠.
(٢) وهو اسم لماء سماء في حزم بني عوال ، جبيل لغطفان.
(٣) أنساب الأشراف ٧ / ٣٥١.