قال : فأدخلته بيتي ، وبلغ عثمان بن حيّان فبعث أحراساً ، فأدخلته إلى بيت آخر ، فما قدروا على شيء (وكان الذي سعى بي عدوّاً) ، فقلت : أصلح الله الأمير! تؤتي بالباطل فلا تعاقب عليه؟! قال : فضرب الذي سعى بي عشرين سوطاً.
وأخرجنا العراقي ، فكان يصلّي معنا ، ما يغيب عنّا يوماً واحداً ، وحدب عليه أهل دارنا وقالوا : نموت دونك. فما برح معنا في بني اُميّة بن زيد حتّى عُزل الخبيث (١).
أقول : نزع سليمان عثمان بن حيّان عن المدينة لتسع ليال بقين من رمضان سنة ست وتسعين ، وكانت إمارته على المدينة ثلاث سنين إلاّ سبع ليال ، وولّى سليمان بن حزم على المدينة (٢).
قال إسحاق بن الأشعث بن قيس الكندي : قال : كنت في صحابة عمر بن عبد العزيز فاستأذنته في الانصراف إلى أهلي بالكوفة ، فقال لي عمر : إذا أتيت العراق فأقرّهم ولا تستقرّهم ، وعلّمهم ولا تتعلّم منهم ، وحدّثهم ولا تسمع حديثهم.
قال المؤلِّف : وكان من بين هؤلاء العراقيين المختفين في الحجاز سعيد بن جبير ، الذي قتله الحجّاج بعد [أن] سلّمه إليه خالد القسري.
__________________
(١) تاريخ دمشق ـ لابن عساكر ٣٨ / ٣٤٥.
(٢) قال ابن عساكر : وفي سنة أربع وتسعين نزع الوليد عمر بن عبد العزيز عن أهل المدينة وولاّها عثمان بن حيّان القرشي. قال : وفي سنة ست وتسعين نزع عثمان بن حيّان عن أهل المدينة وأمّر أبا بكر بن حزم الأنصاري. وقال : كان عثمان بن حيّان أميراً على المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. قال : وكان ابن حزم يومئذ قاضياً. قال : فعزل عثمان بن حيّان بعد ذلك وولي أبا بكر بن حزم بعده.