وكان زيد إذا بويع قال : أدعوكم إلى كتاب الله ، وسنّة نبيّه ، وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين ، وإعطاء المحرومين ، وقسم هذا الفيء على أهله ، ورد المظالم ، وإقفال الُمجَمَّرة ، ونصرنا أهل البيت على مَنْ نصب لنا الحرب ، أتبايعون على هذا؟ فيبايعونه ويضع يده على يد الرجل ثمّ يقول : عليك عهد الله وميثاقه لتفينَّ لنا ، ولتنصحنَّ في السرّ والعلانية ، والرخاء والشدّة ، والعسرة واليسرة. فيماسح على ذلك (١).
قال البلاذري : وبعث يوسف بن عمر إلى اُمّ امرأة لزيد أزدية ، فهدم دارها وحُملت إليه ، فقال لها : أزوَّجتِ زيداً؟ قالت : نعم ، زوّجته وهو سامع مطيع ، ولو خطب إليك إذ كان كذلك لزوَّجته. فقال : شُقّوا عليها ثيابها. فجلدها بالسياط وهي تشتمه وتقول : ما أنت بعربي ، تعرِّيني وتضربني لعنك الله! فماتت تحت السياط ، ثمّ أمر بها فأُلقيت في العراء ، فسرقها قومها ودفنوها في مقابرهم.
وأخذ امرأة قوَّت زيداً على أمره فأمر بها أن تُقطع يدها ورجلها ، وضرب عنق زوجها.
وضرب امرأة أشارت على اُمّها أن تؤوي ابنة لزيد خمسمئة سوط.
وهدم دوراً كثيرة.
وأُتِيَ يوسف بعبد الله بن يعقوب السلمي من ولد عتبة بن فرقد (وكان زوَّجَ ابنته من يحيى بن زيد) ، فقال له يوسف : ائتني بابنتك. قال : وما تصنع بها؟ جارية عاتق (٢) في البيت. قال : أقسم لتأتيني بها أو لأضربنَّ عنقك. (وقد كان كتب إلى هشام يصف طاعته) فأبى أن يأتيه بابنته ، فضرب عنقه ، وأمر العريف أن يأتيه بابنة عبد الله بن يعقوب فأبى ، فأمر به فدُقَّت.
قال البلاذري : ولمّا فرغ يوسف من أمر زيد صعد منبر الكوفة فشتم أهلها ، وقال : يا
__________________
(١) أنساب الأشراف ٣ / ٤٣٤ ـ ٤٣٥.
(٢) العاتق : الجارية أوّل ما أدركت.