ومعاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، فلمّا مات خرج محمد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر من عنده وكل واحد منهما يدّعي وصايته ؛ فأمّا عبد الله بن الحارث فلم يقل شيئاً.
قال أبو جعفر (رحمه الله تعالى) : وصدق محمد بن علي ، أنّه إليه أوصى أبو هاشم ، وإليه دفع كتاب الدولة ، وكذب معاوية بن عبد الله بن جعفر ، لكنّه قرأ الكتاب ، فوجد لهم فيه ذكراً يسيراً ، فادعى الوصية بذلك ، فمات وخرج ابنه عبد الله بن معاوية يدّعي وصاية أبيه ، ويدّعي لأبيه وصاية أبي هاشم ، ويظهر الإنكار على بني اُميّة ، وكان له في ذلك شيعة يقولون بإمامته سرّاً حتّى قُتل.
دخلت إحدى نساء بني اُميّة على سليمان بن علي وهو يقتل بني اُميّة بالبصرة ، فقالت : أيّها الأمير ، إنّ العدل ليملّ من الإكثار منه والإسراف فيه ، فكيف لا تملّ أنت من الجور وقطيعة الرحم؟!
فأطرق ثمّ قال لها :
سننتم علينا القتلَ لا تنكرونهُ |
|
فذوقوا كما ذقنا على سالفِ الدهرِ |
ثمّ قال :
يا أمة الله ، وأوّل راض سنّة مَنْ يسيرها
ألم تحاربوا علياً وتدفعوا حقّه؟
ألم تسمّوا حسناً وتنقضوا شرطه؟
ألم تقتلوا حسيناً وتسيّروا رأسه؟
ألم تقتلوا زيداً وتصلبوا جسده؟
ألم تقتلوا يحيى وتمثّلوا به؟
ألم تلعنوا علياً على منابركم؟
ألم تضربوا أبانا علي بن عبد الله بسياطكم؟