لو خُيّر المنبرُ فرسانَه |
|
ما اختار إلاّ منكم فارسا |
والملك لو شوور في سائسٍ |
|
لما ارتضى غيركم سائسا |
لم يُبقِ عبد الله بالشام من |
|
آل أبي العاص امرأً عاطسا |
فلست من أن تملكوها إلى |
|
هبوط عيسى منكم آيسا |
ما استوثق الأمر لأبي العباس السفّاح وفد إليه عشرة من أمراء الشام فحلفوا له بالله ، وبطلاق نسائهم ، وبأيمان البيعة بأنّهم لا يعلمون ـ إلى أن قُتل مروان ـ أنّ لرسول الله صلىاللهعليهوآله أهلاً ولا قرابة إلاّ بني اُميّة.
وروى أبو الحسن المدائني ، قال : حدّثني رجل قال : كنت بالشام ، فجعلت لا أسمع أحداً يسمّي أحداً أو يناديه : يا علي ، ويا حسن ، أو يا حسين ، وإنّما أسمع معاوية ، والوليد ، ويزيد ، حتّى مررت برجل فاستسقيته ماء ، فجعل ينادي : يا علي ، يا حسن ، يا حسين. فقلت : يا هذا ، إنّ أهل الشام لا يسمّون بهذه الأسماء! قال : صدقت ، إنّهم يسمّون أبناءهم بأسماء الخلفاء ، فإذا لعن أحدهم ولده أو شتمه فقد لعن اسم بعض الخلفاء ، وأنا سمّيت أولادي بأسماء أعداء الله ، فإذا شتمت أحدهم أو لعنته فإنّما ألعن أعداء الله.
كانت أمّ إبراهيم بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس اُمويّة من ولد عثمان بن عفان ، قال إبراهيم : فدخلت على جدّي عيسى بن موسى مع أبي موسى ، فقال لي جدّي : أتحبّ بني اُميّة؟ فقال له موسى (أبي) : نعم ، إنّهم أخواله.
فقال : والله لو رأيت جدّك علي بن عبد الله بن العباس يضرب بالسياط ما أحببتهم ، ولو رأيت إبراهيم بن محمد يُكره على إدخال رأسه في جراب النورة لما أحببتهم ، وسأحدّثك حديثاً إن شاء الله أن ينفعك به نفعك : لمّا وجّه سليمان بن عبد الملك ابنه أيوب بن سليمان إلى الطائف وجّه معه جماعة ، فكنت أنا ومحمد بن علي بن عبد الله جدّي معهم ، وأنا حينئذ حديث السنّ ، وكان مع أيوب مؤدّب له يؤدّبه ، فدخلنا عليه