الصلاة جامعة نصف النهار قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أيّها النّاس ، أتعلمون أنّي أولى بكم من أنفسكم؟». قالوا : نعم. قال : «فمَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه». وأخذ بيد عليّ حتّى رفعها حتّى نظرت إلى آباطهما وأنا يومئذ مشرك. أخرجه أبو موسى.
قال ابن الأثير : لم يكن لحبّة بن جوين صحبة ، وإنّما كان من أصحاب علي وابن مسعود ، وقوله أنّه شهدهما وهو مشرك فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال هذا في حجّة الوادع ، ولم يحجّ تلك السنة مشرك ؛ لأنّ النّبي صلىاللهعليهوآله سيّر عليّاً سنة تسع إلى مكّة في الموسم ، وأمره أن ينادي أن لا يحجّ بعد العام مشرك ، وحجّ النبي صلىاللهعليهوآله سنة عشر حجّة الوداع ، والإسلام قد عمّ جزيرة العرب.
وأمّا نسب حبّة فهو : حبّة بن جوين بن علي بن عبد بهم بن مالك بن غانم بن مالك بن هوازن بن عرينة بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن أراش البجلي ثمّ العرني.
أقول : حبّة راوي مناشدة عليّ ، ولم يكن شاهداً لوقعة الغدير ، ومن المحتمل أنّ الراوي قد خلط كلام حبّة ، وهو قوله : (وأنا يومئذ مشرك) مع كلام أحد شهود الوقعة ، وهو قوله : (حتّى نظرت إلى آباطهما).
روى الحافظ ابن المغازلي الشافعي في المناقب / ٢٠ بسنده عن الجرّاح الكندي (١) أبي إسحاق الهمداني ، عن عبد خير وعمر ذي مرّة وحبّة العرني قالوا : سمعنا عليّ بن أبي طالب ينشد النّاس في الرحبة : «مَنْ سمع رسول الله يقول : مَنْ كنت مولاه ...»؟ فقام اثنا عشر رجلاً من أهل بدر ، منهم زيد بن أرقم ، فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول يوم غدير خم : «مَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه».
__________________
(١) قال في التقريب : الجرّاح بن الضحّاك بن قيس الكندي الكوفي ، صدوق من السابعة ت. وفي الكاشف : الجرّاح الكندي بالرّي ، عن علقمة بن مرثد وجماعة ، وعنه جرير وإسحاق بن سليمان ، صالح الحديث ت.