أقول : ذكر زيد بصفته أحد الذين قاموا ، يناقضه ما روي أنّ زيداً كان قد كتم وأصابته دعوة عليّ. هذا مضافاً إلى أنّ زيداً كانت أولى مشاهده مع النّبي هي الخندق لصغر سنه ، ومن هنا فإنّ ذكره لزيد سهواً من أحد الرواة ، عن أبي إسحاق ، أو من أبي إسحاق نفسه وهو الأرجح ، حيث ذكروا أنّه اختلط في آخر عمره أو نسي. والظاهر أنّ الجرّاح الكندي روى عن أبي إسحاق في أُخريات عمره ، بدليل هو من الطبقة السابعة.
شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٩١ : روى إبراهيم بن ميمون الأزدي ، عن حبّة العرني قال : كان جويرية بن مسهر العبدي صالحاً ، وكان لعلي بن أبي طالب صديقاً ، وكان علي يحبّه ، ونظر يوماً إليه وهو يسير فناداه : «يا جويرية ، الحق بي ؛ فإنّي إذا رأيتك هويتك». قال إسماعيل بن أبان : فحدّثني الصباح ، عن مسلم ، عن حبّه العرني قال : سرنا مع علي عليهالسلام يوماً ، فالتفت فإذا جويرية خلفه بعيداً فناداه : «يا جويرية ، الحق بي لا أباً لك! ألاّ تعلم أنّي أهواك وأحبّك؟». قال : فركض نحوه ، فقال له : «إنّي محدّثك بأمور فاحفظها». ثمّ اشتركا فى الحديث سرّاً ، فقال له جويرية : يا أمير المؤمنين ، إنّي رجل نسي. فقال له : «إنّي أُعيد عليّك الحديث لتحفظه». ثمّ قال له في آخر ما حدّثه إيّاه : «يا جويرية ، أحبب حبيبنا ما أحبّنا ، فإذا أبغضنا فابغضه ، وابغض بغيضنا ما أبغضنا ، فإذا أحبّنا فأحبه». قال : فكان ناس ممّن يشك في أمر علي عليهالسلام يقولون : أتراه جعل جويرية وصيه كما يدّعي هو من وصية رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : يقولون ذلك لشدة اختصاصه له ، حتّى دخل على علي عليهالسلام يوماً وهو مضطجع ، وعنده قوم من أصحابه ، فناداه جويرية : أيّها النائم ، استيقظ ؛ فلتضربنّ على رأسك ضربة تُخضّب منها لحيتك. قال : فتبسم أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : «أُحدثك يا جويرية بأمرك. أما والذي نفسي بيده ، لتعتلنّ إلى العتل الزنيم ، فليقطعنّ يدك ورجلك ، وليصلبنّك تحت جذع كافر». قال : فوالله ما مضت إلاّ أيام على ذلك حتّى أخذ زياد جويرية فقطع يده ورجله وصلبه إلى جانب جذع ابن مكعبر ، وكان جذعاً طويلاً ، فصلبه على جذع قصير إلى جانبه.
شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٧٦ : روى إبراهيم بن ديزيل فى كتاب صفين ، عن مسلم الضبي ،