خولة بنت منظور .... وكان الحسن المثنى من رواة الحديث في الفقه وغيره. روى عنه أصحابنا والعامّة بطرقهم ، وروى عن أبيه الإمام أبي محمد الحسن عليهالسلام (١).
وروى الحسن المثنى عن فاطمة بنت الحسين عليهاالسلام ، وعبد الله بن جعفر ، وجماعة. روى عنه ابنه عبد الله ، وابن عمّه الحسن بن محمد بن الحنفيّة ، وإبراهيم بن الحسن ، وسهل بن أبي صالح ، وحنان بن سدير الكوفي ، وجماعة ذكره ابن عساكر وابن حجر.
وقد روى ابن عساكر وغيره أخباراً مكذوبة مفتعلة موضوعة ممّا نسب إليه ، كما وضع الكذابون أخباراً فيما ينافي مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، ثمّ نسبوها بأئمّة أهل البيت عليهمالسلام ممّا لا يخفى على المتتبع في أخبارهم ، ولا يسع المقام لتحقيق ذلك.
ذكر المؤرّخون وأصحاب السير والحديث والأنساب وغيرهم (٢) : أنّ الحسن بن الحسن أبا محمد حضر مع عمّه الحسين عليهالسلام يوم الطفّ ، وشهد المعركة ، وواسى عمّه في الصبر على السيوف والرماح حتّى اُثخن بالجراح ووقع على الأرض بين القتلى ، وكان به رمق فبرئ. وهم بين مَنْ ذكر أنّه اُسر مع السبايا وحمل معهم (٣) ، وبين مَنْ ذكر أنّه انتزع منهم ولم يحمل معهم ، وبين مَنْ أهمل ذلك. واتفقوا على أنّه برئ ولحق بالمدينة وعاش مدّة.
قال أبو الفرج (٤) : وحُمل أهله عليهالسلام أسرى وفيهم عمرو وزيد والحسن بنو الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، وكان الحسن بن الحسن بن علي قد أرتثّ جريحاً فحُمل معهم.
__________________
(١) قال الأبطحي ذكره ابن عساكر في التاريخ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٢ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٤ ، وغيرهم. وروى الصدوق قدسسره في الخصال ٢ / ٩٤ باب (١٦) بإسناده عنه عليهالسلام في حقّ العالم. وروى الأربلي في كشف الغمة ٢ / ١٧٥ عن الحسن المثنى ، عن أبيه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّ من واجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم». ورواه بطريق آخر عنه عليهالسلام في ٢ / ٢٠٣. وقد ذكرناه في طبقات أصحاب أبيه عليهالسلام ، وأصحاب عمّه الحسين عليهالسلام ، وأصحاب السجّاد عليهالسلام.
(٢) انفرد أبو مخنف من بين الرواة وأصحاب السير حين ذكر أنّ الحسن بن الحسن يوم الطفّ كان طفلاً.
(٣) قال أبو مخنف : واستُصغر الحسن بن الحسن فلم يقتل. الطبري ٤ / ٣٥٩.
(٤) في مقاتل الطالبيِّين / ٧٩.