وقال الشيخ المفيد (١) : وكان الحسن بن الحسن عليهالسلام حضر مع عمّه الحسين عليهالسلام الطفّ. فلمّا قُتل الحسين عليهالسلام واُسر الباقون من أهله ، جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الاُسارى ، وقال : والله لا يصل إلى ابن خولة أبداً. فقال عمر بن سعد : دعوا لأبي حسان ابن أخته. ويُقال : إنّه اُسر ، وكان به جراح قد اُشفي منها.
وقال ابن عنبة (٢) : وكان الحسن بن الحسن عليهالسلام شهد الطفّ مع عمّه الحسين عليهالسلام واُثخن بالجراح ، فلمّا أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقاً ، فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري : دعوه لي ؛ فإن وهبه الأمير عبيد الله بن زياد (لعنه الله) لي ، وإلاّ رأى رأيه فيه. فتركوه له ، فحمله إلى الكوفة ، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد فقال : دعوا لأبي حسان ابن اُخته. وعالجه أسماء حتّى برئ ، ثمّ لحق بالمدينة.
وقال السيد ابن طاووس صاحب اللهوف : كان الحسن بن الحسن المثنى قد واسى عمّه في الصبر على السيوف ، وطعن الرماح ، وكان قد نُقل من المعركة وقد اُثخن بالجراح وبه رمق فبرئ.
وقال ابن حمزة الحسيني النقيب في غاية الاختصار : وشهد الحسن بن الحسن الطفّ مع عمّه الحسين عليهالسلام فأفلت.
وقال الذهبي (٣) : ولم يفلت من أهل بيت الحسين عليهالسلام سوى ولده علي الأصغر ، فالحسينية من ذريته ، وكان مريضاً ، وحسن بن حسن بن علي عليهالسلام وله ذريّة.
قال المفيد (٤) : روي أنّ الحسن بن الحسن عليهالسلام خطب إلى عمّه الحسين عليهالسلام إحدى ابنتيه ، فقال له الحسين عليهالسلام : «اختر يا بُني أحبّهما إليك». فاستحيى الحسن ولم يحر جواباً ،
__________________
(١) الإرشاد ٢ / ٢٥.
(٢) عمدة الطالب / ١٠٠.
(٣) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٠٣.
(٤) الإرشاد ٣ / ٢٥.