د ـ الطاعة المطلقة للخليفة ، واعتبارها رأس الطاعات.
ورووا عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : مَنْ خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، مات ميتة جاهلية (١).
وأنّه قال : ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصياً فلا تسأل عنه ، وأمة (أو عبد) أبق من سيده ، وامرأة غاب زوجها وكفاها مؤنة الدنيا فتبرّجت وتمرّجت بعده (٢). أقول : المراد بالإمام في الرواية الحاكم الأعلى للمسلمين.
ثانياً : على أساس تلك السياسة صار الجيل الجديد في الأمّة يبغض علياً ويلعنه.
نشأ على أساس تلك التربية والمنهج جيل جديد في الأمّة ما بين سنّ الخامسة عشر وسنّ الخامسة والعشرين ، وقد كان هذا الجيل المادة الأساسية للجيش وقوى الشرطة ، وبقية المواقع الاجتماعية والإدارية. أمّا معلّموه فهم جماعة من الصحابة الذين حاربوا علياً في الجمل وصفين ، أو الذين أغراهم معاوية بالمال ، وجماعة من التابعين الذين ساروا على منهجهم.
من هؤلاء الصحابة مسلم بن عقبة المرّي (٣) قائد جيش أهل الشام في واقعة الحرّة
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ / ١٤٧٦.
(٢) الأدب المفرد / ٢٠٧ ، وفيه قال : حدّثنا عثمان بن صالح قال : أخبرنا عبد الله بن وهب قال : حدّثنا أبو هانئ الخولاني ، عن أبي علي الجنبي ، عن فضالة بن عبيد ، عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : … ، مسند أحمد ٦ / ١٩ ، صحيح ابن حبّان ١٠ / ٤٢٢ ، المستدرك على الصحيحين ١ / ٢٠٦ ، المعجم الكبير ـ للطبراني ١٨ / ٣٠٦.
(٣) قال ابن حجر في الإصابة : مسلم بن عقبة المرّي أبو عقبة الأمير من قبل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرّة ، ذكره ابن عساكر وقال : أدرك النبي وشهد صفين مع معاوية ، وكان على الرجّالة ، وعمدته في إدراكه أنّه استند إلى ما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات ، عن الواقدي بأسانيده قال : لمّا بلغ يزيد بن معاوية أنّ أهل المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه ، وجّه إليهم عسكراً ، أمر عليهم مسلم بن عقبة المرّي (وهو يومئذ شيخ ابن بضع وتسعين سنة ، فهذا يدلّ على أنّه كان في العهد