وغيرهم ، ونفي الأخيار والنساء ، كصعصعة بن صوحان العبدي ، وآمنة بنت الشريد زوجة عمرو بن الحمق بعد أن كانت رهينة الحبس لحين يسلّم زوجها نفسه.
ويقول لهم : «ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ، وأنا أحقّ مَنْ غَيَّر» (١).
ويقول لهم : «ألا ترون أنّ الحقّ لا يُعملُ به ، وإلى الباطل لا يُتَناهى عنه ، لَيَرْغبَ المؤمن في لقاء الله ، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، ولا الحياة مع الظالمين إلاّ برماً» (٢).
ويقول لهم : «إنّي أدعوكم إلى إحياء معالم الحق وإماتة البدع» (٣).
ثمّ يذكرهم بقول النبي صلىاللهعليهوآله فيه : «حسين منّي وأنا من حسين (٤) ، أحبّ الله مَنْ أحبّ حسيناً» (٥). وبقوله صلىاللهعليهوآله فيه وفي أخيه : «الحسن والحسين سبطان من الأسباط (٦) ، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» (٧).
ولا بدّ أنّه صلىاللهعليهوآله قد ذكّرهم وأخبرهم بما أعلنه النبي صلىاللهعليهوآله منذ ولادة الحسين عليهالسلام بأنّه تقتله الفئة الباغية (٨) ظلماً وعدواناً.
ثمّ يقول لهم : «وأيم الله ، لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقضوا فيَّ حاجتهم ، وواللهِ لَيَعْتَدُنَّ عليَّ كما اعتدت اليهود في السبت» (٩). ويقول لهم : «كأني
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٠٣.
(٢) تاريخ بن عساكر ١٤ / ٢١٧ عن الزبير بن بكار ، تاريخ الطبري ٥ / ٤٠٤.
(٣) الأخبار الطوال ـ للدينوري / ٢٣١.
(٤) مسند أحمد ٤ / ١٧٣.
(٥) مسند أحمد ٤ / ١٧٣.
(٦) التاريخ الكبير ـ للبخاري ٨ / ٤١٥.
(٧) مسند أحمد ٣ / ٣.
(٨) ذخائر العقبى ٩ / ١٩٠ ، وفي مجمع الزوائد ومعجم الطبراني قال النبي : «واهاً لفراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف ، يقتل خلفي وخلف الخلف!». وأحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في قتل الحسين عليهالسلام في المصادر السنية والشيعية بل والكتابية كثيرة جدّاً.
(٩) الطبري ٤ / ٢٨٩ ، ابن الأثير ٤ / ٣٨ ، الناقص من طبقات ابن سعد ١ / ٤٣٣ عن معاوية بن قرّة ، تاريخ