آمنا؟ قال : نعم ودمعت عيناه وبكى. قلت : سيّدنا مسألة. قال : سل. قلت : قد زرنا الرضا عليهالسلام سنة ألف ومائتين وتسع وستين فصادفنا في بلدة درود أحد الشروقيّين (وهم قوم من العرب يسكنون البادية الشرقية للنجف الأشرف) فأضفناه وسألناه عن ولاية الرضا عليهالسلام فقال : هي الجنة وقال هذا هو الخامس عشر من أيام أقتات فيها بطعام الرضا عليهالسلام فكيف يجرأ منكر ونكير أن يدنوا مني في قبري؟ إنّه نبت لحمي وعظمي من طعام الرضا عليهالسلام في دار ضيافته فهل صحيح أن الرضا عليهالسلام يوافيه في قبره وينجيه من منكر ونكير؟ فأجاب : نعم والله إنّ جدّي الضامن. قلت : سيّدنا مسألة قصيرة شئت أسألها. قال : سل. قلت : زيارتي للرضا عليهالسلام هل هي مقبولة؟ أجاب : مقبولة إن شاء الله. قلت : سيّدنا مسألة. قال : سل بسم الله. قلت : وهل قبلت زيارة الحاج محمّد حسين البزّاز (بزازباشي) ابن المرحوم الحاج أحمد البزاز (بزاز باشي) وقد رافقته في طريقي إلى مشهد الرضا عليهالسلام فكنّا شريكين في النفقة؟ قال : زيارة العبد الصالح مقبولة. قلت : سيّدنا مسألة. قال : سل بسم الله. قلت : وهل قبلت زيارة فلان من أهالي بغداد وكان معنا في طريقنا إلى خراسان؟ فسكت ولم يجب. قلت : سيّدنا مسألة. قال : سل بسم الله. قلت : هل سمعت مسألتي السابقة هل قبلت زيارة هذا الرجل؟ فلم يجبني. قال الحاج علي : إنّ الرجل كان هو وأخلاؤه في الطريق من أهالي بغداد المترفين وكانوا في رحلتهم يدأبون في اللعب واللهو وكان هو قاتل أمه ثم بلغنا متسعاً من الطريق يواجه مدينة الكاظمين عليهالسلام محاطاً بالبساتين من الجانبين وكان شطر من هذه الجادة يقع على يمين القادم من بغداد ملكا لبعض الأيتام من السادة وقد اغتصبته الحكومة فجعلته جزاً من الطريق العام فكان الورع التقي من أهالي بغداد والكاظمية يحذر المسير في هذا الشطر من الجادة فرأيت صاحبي هذا لا يأبى الجري عليه فقلت له : سيدي هذا الموضع ملك لبعض الأيتام من السادة ولا ينبغي التصرف فيه. فأجاب : هو لجدّي أميرالمؤمنين عليهالسلام وذرّيته وأولادنا ويحلّ التصرّف فيه لموالينا وكان على الجانب الأيمن قرب هذا الموضع بستان لرجل يدعى الحاج ميرزا هادي وكان ثريا من أثرياء العجم المشهورين وكان يسكن بغداد فقلت سيّدنا هل صحيح ما يقال إن هذا البستان أرضه للإمام موسى بن جعفر عليهالسلام؟ قال : ما شأنك وهذا؟ وأعرض عن الجواب. ثم بلغنا ساقيه مدت من نهر دجلة لري المزارع والبساتين وهي تقاطع الجاده فتنشعب هناك المسلك إلى المدينة شعبتين هما الشارع السلطاني وشارع السادة فتوجه صاحبي إلى شارع السادة فدعوته إلى الشارع السلطاني فرفض وقال لنسر في شارعنا هذا فما خطونا خطوات إِلاّ ووجدنا أنفسنا في الصحن